شهدت أسعار البلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الخميس، حيث تجاوز المعدن حاجز الألف دولار للأوقية، مدعومًا باستقرار الدولار الأمريكي ومتابعة السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيرها على تجارة السلع العالمية.
و منذ أن بلغ البلاديوم ذروته التاريخية عند 3002 دولار للأوقية في فبراير 2022، شهد المعدن اتجاهاً هبوطياً متواصلاً.
يُعزى ذلك إلى اعتماد أكثر من 80% من الطلب العالمي على البلاديوم من قطاع السيارات، حيث يتم استخدامه في تصنيع المحولات الحفازة. لكن الأسعار المرتفعة دفعت المصنعين للبحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل البلاتين.
ورغم انخفاض أسعاره، لا يزال البلاديوم أعلى سعراً من البلاتين، حيث سجل الأول 953.50 دولاراً للأوقية مقارنة بـ 932.70 دولاراً للأخير، وفقاً لبيانات يناير 2025.
و يتوقع خبراء أن يبقى البلاديوم تحت ضغط انخفاض الطلب مع التحول المتزايد نحو السيارات الكهربائية (EV) والهجينة.
ومع زيادة حصة السيارات الكهربائية إلى 16.7% في سوق السيارات خلال عام 2025 مقارنة بـ 13.2% في 2024، فإن الحاجة إلى البلاديوم في المحولات الحفازة ستتراجع بشكل كبير.
ومع ذلك، يواجه قطاع السيارات الكهربائية تحديات تتعلق بالبنية التحتية للشحن وتوافر المواد الأساسية مثل النحاس. هذا التباطؤ في نمو السيارات الكهربائية قد يخلق استقراراً مؤقتاً في الطلب على البلاديوم.
و تلوح السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب في الأفق، مع اقتراح فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات وقطع الغيار من كندا والمكسيك. هذه الإجراءات قد ترفع تكلفة الإنتاج وتقلل الطلب على السيارات الجديدة في أمريكا الشمالية.
في المقابل، قد يؤدي إلغاء دعم السيارات الكهربائية – وهو اقتراح آخر من ترامب – إلى رفع أسعار السيارات الكهربائية وزيادة المنافسة مع السيارات التقليدية، مما ينعكس على الطلب على البلاديوم.
و يتوقع أن يشهد سوق البلاديوم فائضاً في العرض بحلول 2025، مدفوعاً بارتفاع كمية المعدن المعاد تدويره إلى 3.5 مليون أوقية سنوياً، بجانب زيادة الإنتاج من المناجم في روسيا وجنوب إفريقيا.
أما الطلب، فمن المتوقع أن يصل إلى 8.5 مليون أوقية من قطاع السيارات، مع تراجع الطلب في الصناعات الأخرى مثل المجوهرات والصناعات الكيميائية إلى حوالي مليوني أوقية.
وفقاً لتقديرات شركة CPM ومؤسسة Heraeus، يُرجح أن يتراوح سعر البلاديوم بين 900 و1200 دولار للأوقية في 2025. يأتي هذا التوقع في ظل زيادة العرض وضعف الطلب، مما يشير إلى أن السوق قد يواجه ضغوطاً إضافية خلال العام.
و على صعيد التداولات، استقرت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم مارس عند 1015 دولاراً للأوقية بزيادة 1%، بينما حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على استقراره عند 108.1 نقطة.
في الختام، يبدو أن مستقبل البلاديوم في 2025 يعتمد على توازن دقيق بين التغيرات في الطلب العالمي، التحولات في قطاع السيارات، والسياسات الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، فإن فائض العرض وضعف الطلب سيظلان تحديين رئيسيين في المستقبل القريب.
