ارتفاع الإيثريوم إلى أعلى مستوياته منذ 2021 مع تعزيز التوجه نحو العملات الرقمية البديلة
شهد سعر الإيثريوم قفزة قوية خلال تعاملات يوم الاثنين، مسجلاً أعلى مستوى له منذ دجنبر 2021، مدعومًا بزيادة الطلب المتزايد على العملة الرقمية الثانية بعد البيتكوين.
بعد الأداء القوي الذي شهدته أسواق العملات المشفرة والأسهم خلال الربع الثاني من العام، توقع العديد من المستثمرين حدوث تباطؤ معتدل في أغسطس، وهو شهر تاريخيًا يشهد ضعف التداول، خصوصًا في سوق العملات الرقمية.
يقول ماركوس ثيلين، الرئيس التنفيذي لشركة “10x ريسيرش”، إن الارتفاع الأخير في أسعار العملات المشفرة جاء نتيجة عمليات شراء نشطة في الأسواق الآسيوية، وذلك بالتزامن مع توسع سريع وغير مسبوق في الديون الأمريكية.
ولفت إلى أن اختراق البيتكوين لنطاق التماسك في أوائل يوليو جاء متزامنًا مع توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون رفع سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار.
وأشار ثيلين إلى أن العلاقة بين نمو الديون الأمريكية وصعود الأصول مثل البيتكوين والذهب تمثل دعمًا قويًا، وأضاف: “المقاومة الرئيسية التالية للبيتكوين تقترب من 133,000 دولار، مع وجود ظروف سوقية تؤيد استمرار الزخم في صالح المشترين.”
على صعيد الإيثريوم، فقد استفادت أسهم الشركات المرتبطة بها من تدفقات مالية كبيرة، مما ساهم في تجاوز سعر العملة حاجز 4,000 دولار، وهو مستوى نفسي وفني يمثل تحديًا للمستثمرين.
كما عزز صعود البيتكوين خلال عطلة نهاية الأسبوع والتجاوز الفني للإيثريوم، توقعات انطلاق موسم العملات الرقمية البديلة (Altseason)، حيث يُعتقد أن استقرار الأوضاع الاقتصادية قد يسمح بتحول رأس المال نحو العملات ذات المخاطر الأعلى بعد توقف صعود العملات الكبرى.
في غضون أربعة أشهر فقط، تضاعفت قيمة الإيثريوم أكثر من ثلاثة أضعاف، بدعم من تدفقات كبيرة لرؤوس الأموال من خزائن الأصول الرقمية وصناديق المؤشرات الأمريكية، بينما شهد البيتكوين ارتفاعًا بنحو 600% خلال العامين الماضيين.
ويشرح شاشانك سريبادا، المؤسس المشارك لشبكة الذكاء الاصطناعي GAIA، أن “موسم العملات البديلة عادةً ما يبدأ مع تحوّل رأس المال نحو الأصول الأكثر مخاطرة عقب توقف صعود العملات الرائدة.”
تشير بيانات منصة “كوينانلايز” إلى ارتفاع هيمنة العملات البديلة مقارنة بالإيثريوم، فيما لا يزال مؤشر “كوانغلاس” الخاص بموسم العملات البديلة عند مستوى 39، بعد أن بلغ ذروته في ديسمبر الماضي عند 88.
وقال جواو ويدسون، مؤسس منصة “ألفراكتال” لتحليل بيانات العملات الرقمية، إن “مرحلة النشاط في العملات البديلة قد بدأت للتو وقد تستمر حتى نوفمبر”، مستندًا إلى قوة اهتمام المؤسسات المالية وتدفقات صناديق المؤشرات.
وخلال الأسبوع الماضي، شهد الإيثريوم تدفقات مالية بقيمة 325 مليون دولار، متجاوزًا تدفقات البيتكوين التي بلغت 247 مليون دولار، ما يعكس محاولات الإيثريوم للحاق بالبيتكوين في جذب رؤوس الأموال الجديدة.
على صعيد آخر، أفاد موقع “كريبتوبوليتان” بتشكل خزينة ضخمة من الإيثريوم عبر مشتريات متواصلة في السوق المفتوحة ومنصات التداول خارج البورصة، حيث زادت الحيازة من 171 ألف ETH إلى أكثر من 221 ألف ETH، موزعة على محافظ متعددة.
ولا تزال هوية هذا الكيان مجهولة، لكن يعتقد البعض أنه مرتبط بخزائن مؤسسات كبرى مثل “بيت ماين” أو “شارب لينك جيمينغ”.
وفي الوقت نفسه، انخفضت احتياطيات الإيثريوم في منصات التداول إلى مستويات قريبة من أدنى معدلاتها التاريخية، ما يعكس تقلص المعروض المتداول، بينما زادت احتياطيات منصة “بينانس”، التي تسيطر على نحو 8.32% من السوق، مما يشير إلى نشاط متزايد في التداول أو برامج التخزين السائل.
في انتظار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المقررة غدًا الثلاثاء، والتي من المتوقع أن تظهر ارتفاعًا طفيفًا في التضخم الأساسي، تستمر الأسواق في المراقبة عن كثب تحركات الاقتصاد وتأثيرها على الأسواق المالية.
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” إلغاء الرسوم الجمركية على الذهب المستورد، بعد قرار سابق بفرض رسوم على سبائك الذهب من سويسرا، كما وقع أمرًا تنفيذيًا بتمديد تعليق الرسوم الجمركية على البضائع الصينية لمدة 90 يومًا إضافيًا.
بحلول الساعة 21:35 بتوقيت جرينتش، سجل سعر الإيثريوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 4,247.6 دولار على منصة “كوين ماركت كاب”.
