ارتفاع أسعار المنتجين في أمريكا يعزز مخاوف التضخم وسط تأثير الرسوم الجمركية

شهدت الولايات المتحدة خلال شهر مايو تسارعًا في وتيرة ارتفاع أسعار المنتجين، ما يشير إلى بدء انعكاس تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة على الأسعار في الأسواق، وسط ترقب المستثمرين لصورة أوضح حول مسار التضخم.
فقد أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية، الصادرة يوم الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات التي رجّحت استقراره عند مستوى أبريل البالغ 2.5%.
في المقابل، تراجع التضخم الأساسي — الذي يستثني السلع والخدمات شديدة التقلب كالغذاء والطاقة والخدمات التجارية — إلى 2.7% سنويًا، ما يعكس نوعًا من التباطؤ في بعض مكونات التضخم.
أما على أساس شهري، فسجل مؤشر أسعار المنتجين زيادة طفيفة قدرها 0.1%، مقابل تراجع شهري بلغ 0.2% في أبريل و0.1% في مارس، ما يُظهر تحوّلًا طفيفًا في اتجاه الأسعار.
وشهدت أسعار البنزين والغاز الطبيعي ارتفاعًا ملحوظًا، في حين هبطت أسعار وقود الطائرات بنسبة كبيرة بلغت 8.2%.
وفي قطاع الخدمات، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.1% في مايو، بعدما تراجعت بنسبة 0.4% خلال أبريل، مما يشير إلى عودة تدريجية للضغوط السعرية في هذا القطاع.
وتأتي هذه الأرقام بعد يومين من صدور بيانات أخرى أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.4% على أساس سنوي في مايو، مقارنة بـ2.3% في أبريل، إلا أنه بقي دون توقعات المحللين الذين رجّحوا وصوله إلى 2.5%.
تشير هذه المؤشرات مجتمعة إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يواجه ضغوطًا تضخمية، وإن كانت بوتيرة متفاوتة بين قطاعات السلع والخدمات، وسط مراقبة حثيثة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قراراته النقدية القادمة.