اختلالات في إحصاء القطيع الوطني تُعمّق أزمة الثقة لدى الكسابة وتعرقل الدعم الفلاحي

واجهت عملية إحصاء القطيع الوطني هذا العام العديد من العراقيل، أبرزها تلاعب بعض الكسابة في التصريحات بهدف ضمان استفادتهم من الدعم المباشر والتغطية الصحية.
إذ كشفت مصادر موثوقة لصحيفة «الصباح» ، أن عدداً من الكسابة، وخاصة الصغار منهم، قاموا بتسجيل رؤوس ماشيتهم من أغنام وماعز وأبقار بأسماء أشخاص آخرين، في غالب الأحيان من أفراد عائلاتهم، خوفاً من استبعادهم من برامج الدعم.
وقد عبّر عدد من الكسابة عن تخوفهم من إدراج بيانات الإحصاء ضمن سجلاتهم الاجتماعية، حيث يخشون أن يؤدي ذلك إلى رفع المؤشرات التي تُستخدم لتحديد مدى استحقاقهم للدعم، خاصة مع فقدانهم المتزايد للثقة في الدعم الموجه للقطاع الفلاحي، نتيجة تراكم إخفاقات سابقة.
ولم تقتصر تداعيات هذه الخلافات على التلاعبات في التصريحات فحسب، بل دفعت أيضاً بعض الكسابة الصغار إلى التخلص من جزء من ماشيتهم، خوفاً من ارتفاع المؤشرات التي قد تؤثر على فرصهم في الحصول على الدعم.
وأوضح أحد الكسابة موقفه قائلاً: «لن أضحي بخمسمائة درهم من أجل كيس من الشعير». ويُفسر هؤلاء فقدان الثقة بسبب سنوات من الدعم المحدود، حيث ظل الدعم الممنوح مقتصراً على كميات قليلة من الشعير المدعّم، والتي غالباً ما لا تصل إلى المستفيدين الحقيقيين.