اتهامات بتلاعب الرئيس ترامب بأسواق الأسهم بعد تعليق الرسوم الجمركية

منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملته لزيادة الرسوم الجمركية، التي تسببت في اضطرابات شديدة في الأسواق العالمية، أكد مرارًا أنه لا يأخذ في اعتباره تقلبات الأسهم عند اتخاذ مثل هذه القرارات.
ولكن بعد تعليق الرسوم الجمركية على معظم الدول، بدأت تتصاعد الشبهات حول تلاعب محتمل بالأسواق.
أعلن ترامب الأربعاء تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة، مشيرًا إلى الاضطرابات في سوق السندات والمشاعر السلبية التي اجتاحت الأسواق، وهو ما أكده المحللون الذين يرون أن ارتفاع عوائد الديون الحكومية يشكل عبئًا كبيرًا على الإدارة الأمريكية.
هذا التعليق أسفر عن بعض الهدوء في سوق سندات الخزانة، لكن الأسواق الأمريكية شهدت أقوى مكاسب لها منذ سنوات. حيث ارتفع مؤشر “داو جونز” بنحو 3000 نقطة، بينما سجل “إس آند بي 500” قفزة بنسبة 9.5%، و “ناسداك” المركب 12%.
نتيجة لهذه المكاسب القوية في الأسواق، ارتفعت ثروة أغنى الأشخاص في العالم بمقدار 304 مليارات دولار، وهو رقم قياسي جديد. من أبرز المستفيدين كان إيلون ماسك الذي أضاف نحو 36 مليار دولار إلى ثروته، رغم أن قيمتها الإجمالية تراجعت بمقدار 107 مليارات دولار منذ بداية العام.
قبل إعلان تعليق الرسوم، نشر ترامب على “تروث سوشيال” منشورًا حث فيه المستثمرين على الشراء، قائلاً “اهدؤوا، كل شيء سوف يسير على ما يرام”.
وتزامن هذا المنشور مع افتتاح التعاملات في وول ستريت، مما أثار الشكوك حول توقيت الرسالة وتأثيرها على الأسواق.
بعد قراره، استقبل ترامب في المكتب البيضاوي الملياردير تشارلز شواب وآخرين، وظهر في مقطع فيديو وهو يرحب بهم ويتحدث عن المكاسب التي حققها بعض المستثمرين بعد إعلان القرار. وقال ترامب في الفيديو: “هذا ربح 2.5 مليار دولار اليوم، وهذا 900 مليون دولار، هذا ليس سيئًا”.
بينما كانت الأسهم تشهد ارتفاعًا كبيرًا، بدأ حسابات مؤيدة للجمهوريين عبر منصات التواصل الاجتماعي بالترويج لمنشور ترامب، الذي قال فيه إن الوقت “مناسب للشراء الآن”، ما دفع بعض المعلقين للاعتقاد أن هذا كان تمهيدًا لارتفاع قوي في الأسهم.
علقت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن على الفيديو قائلة إن ترامب يعمل جاهدًا لزيادة ثروات الأثرياء، مشيرة إلى أن التقلبات الأخيرة في الأسواق قد تكون “غطاءً للتداول بناءً على معلومات سرية”.
في جلسة استماع بالكونغرس، سأل النائب الديمقراطي ستيفن هورسفورد ممثل التجارة جيمسون جرير عما إذا كان ما حدث يعد “تلاعبًا بالبورصة”، نظرًا للأضرار التي لحقت بالشعب الأمريكي. رد جرير بأنه لم يكن تلاعبًا، بل كان محاولة لإعادة ضبط نظام التجارة العالمي.
ما أثار الجدل أيضًا هو توقيع ترامب على منشوره بأحرفه الأولى “DJT”، وهو أمر غير معتاد بالنسبة له. وكان هذا الاختصار هو نفسه رمز سهم شركته الإعلامية التي ارتفعت بنسبة 22% في ذلك اليوم.
أثار تعليق ترامب حول توقيت اتخاذ القرار أيضًا تساؤلات، حيث قال إنه “كان يفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية”، بينما أكد البيت الأبيض أن القرار كان جزءًا من استراتيجية الرئيس منذ البداية.