في خطوة استراتيجية لمواجهة التهديدات المحتملة بالرسوم الجمركية التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن نيته فرضها، أعلن الاتحاد الأوروبي عن توقيع اتفاقية تاريخية مع المكسيك تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.
جاء الإعلان قبيل تولي ترامب منصبه في البيت الأبيض، في وقت تتزايد فيه التوقعات بتغييرات كبيرة في السياسات التجارية على الصعيد العالمي.
وفي هذا السياق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن التوصل إلى اتفاقية شاملة تهدف إلى إزالة الحواجز التجارية وتعزيز النمو الاقتصادي لكلا الطرفين.
ووصفت فون دير لاين الاتفاقية بأنها “دليل على أهمية التجارة الحرة المبنية على قواعد واضحة لتحقيق الازدهار والأمن الاقتصادي”.
تتيح الاتفاقية للمصدرين الأوروبيين فرصًا تجارية جديدة، خصوصًا للمزارعين والشركات العاملة في مجال الأغذية الزراعية. من أبرز البنود التي تتضمنها الاتفاقية:
إلغاء التعريفات الجمركية بنسبة تصل إلى 100% على مجموعة من المنتجات الأوروبية الرئيسية مثل الجبن والدواجن ولحم الخنزير والمعكرونة والتفاح والمربى والشوكولاتة والنبيذ.
حماية الأسماء التجارية المميزة للمنتجات الأوروبية مثل الشمبانيا ومنتجات بارما وريوخا، ومنع بيع المنتجات المقلدة.
ولم تقتصر الاتفاقية على الجوانب التجارية فقط، بل شملت أيضًا التزامات قانونية تتعلق بحماية حقوق العمال والمساواة الاجتماعية والاقتصادية، مع الالتزام بالمعايير البيئية ومكافحة تغير المناخ، فضلًا عن تعزيز سلاسل التوريد للمواد الخام الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح الشركات الأوروبية حق الوصول إلى عقود الحكومة المكسيكية بشكل يعزز المنافسة ويوفر مزيدًا من الفرص في السوق المكسيكي.
و استغرق التفاوض على الاتفاقية أكثر من ثماني سنوات، وهي تُعد استكمالًا لاتفاقية تم توقيعها في عام 2000 بين الاتحاد الأوروبي والمكسيك.
و بلغ حجم التجارة بين الطرفين 82 مليار يورو في عام 2023، ومن المتوقع أن تساهم الاتفاقية الجديدة في زيادة صادرات الاتحاد الأوروبي إلى المكسيك بنسبة تصل إلى 75%.
وتتعدى الاتفاقية حدود التجارة لتشمل مجالات أخرى مثل مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات والهجرة، مما يعزز التعاون بين الطرفين في هذه القضايا الحيوية. ومن المقرر أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد التصديق عليها من قبل كلا الطرفين.
وفي هذا السياق، صرح كريستوف هانسن، كبير مسؤولي الزراعة في الاتحاد الأوروبي، بأن “المزارعين ومنتجي الأغذية في أوروبا يصدّرون بالفعل منتجات تزيد قيمتها عن ملياري يورو إلى المكسيك، وهذه الاتفاقية ستفتح المزيد من الفرص لتوسيع هذا التعاون.”
من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وتوفير رد قوي للتحديات الاقتصادية التي قد تطرأ نتيجة للسياسات التجارية الجديدة في الولايات المتحدة.
