إيلون ماسك يقود محادثات لاستخدام تقنية البلوك تشين لتحسين إدارة الحكومة الأميركية
في خطوة قد تغير آلية إدارة الحكومة الأميركية، بدأ إيلون ماسك محادثات مع عدة شبكات بلوك تشين عامة لاستكشاف إمكانية تطبيق هذه التقنية لتحسين كفاءة العمليات الحكومية. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لدعم التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الشفافية وتقليص النفقات الحكومية.
و أشارت مصادر مطلعة إلى أن ماسك وفريقه أجروا محادثات مع ممثلين عن عدة شبكات بلوك تشين عامة لتقييم إمكانيات هذه التقنية. يُعتقد أن تقنية البلوك تشين قد تُستخدم في تتبع الإنفاق الفيدرالي، تأمين البيانات، تنفيذ المدفوعات، وحتى إدارة المباني الحكومية.
ورغم أن هذه المناقشات ما زالت في مراحلها الأولية، فإنها تفتح باباً واسعاً لإمكانية تطبيق البلوك تشين في العمليات الحكومية.
تعتبر البلوك تشين أداة مبتكرة تسمح بتسجيل البيانات والتحقق منها بطريقة لامركزية. وقد تم اقتراح استخدامها في تتبع التدفقات المالية الحكومية وحماية البيانات الحساسة، مما يعزز الشفافية ويقلل من احتمالات الاحتيال والهدر المالي.
و من خلال تطبيق هذه التقنية، يمكن أن يتم تحسين كفاءة العمليات الحكومية وتقليل التكاليف.
و تتماشى هذه المحادثات مع السياسات المؤيدة للأصول الرقمية التي أطلقتها إدارة ترامب. حيث وقع الرئيس أمراً تنفيذياً لإنشاء مجموعة عمل متخصصة بالأصول الرقمية، تهدف إلى تحديث التكنولوجيا الفيدرالية لزيادة الإنتاجية وتقليص الإنفاق الحكومي، مع تقديم توصيات بحلول بحلول يوليو 2026.
رغم الإمكانيات الواعدة لتقنية البلوك تشين، يرى بعض الخبراء أنها قد تواجه تحديات عند تطبيقها على نطاق واسع في القطاع الحكومي.
وعلى سبيل المثال، قد تواجه سلاسل الكتل العامة مشكلة في فقدان السيطرة الحكومية على البيانات. كما أن البعض يشير إلى أن استخدام قواعد البيانات التقليدية قد يحقق الأهداف نفسها بتكلفة أقل ومشاكل تشغيلية أقل.
قال سام هاموند، كبير الاقتصاديين في مؤسسة الابتكار الأميركية: “يمكن استخدام بلوك تشين لتتبع الإنفاق والعقود بشكل شفاف وآمن، ولكن السؤال الأهم هو: هل نحتاج فعلاً لهذه التقنية؟ أم يمكن تحقيق نفس الأهداف باستخدام أنظمة تقليدية أقل تعقيداً؟”
رغم الجهود السابقة لتطبيق البلوك تشين في مشاريع واسعة النطاق، مثل محاولات شركات كبرى مثل Walmart، فإن العديد من هذه المشاريع واجهت صعوبات في الإدارة أو توقفت بسبب التكلفة وعدم الكفاءة مقارنة بالتقنيات التقليدية.
وفقاً لتقرير صادر عن “جارتنر” في 2019، فإن 90% من تطبيقات البلوك تشين الخاصة بالمؤسسات تطلبت استبدالها بحلول عام 2021 للحفاظ على الأمان والقدرة التنافسية.
إذا نجح ماسك وفريقه في تنفيذ تقنية البلوك تشين على مستوى الحكومة الأميركية، فقد يكون هذا المشروع الأضخم من نوعه في العالم. لكن يبقى السؤال الحاسم حول قابلية التطبيق الواقعية لهذه التقنية وجدوى تحول العمليات الحكومية الكبرى.
تسلط هذه المحادثات الضوء على رغبة إدارة ترامب وإيلون ماسك في استكشاف التقنيات المتقدمة لتعزيز كفاءة الحكومة الأميركية. ورغم التحديات المحتملة، قد تشكل تقنية البلوك تشين نقطة تحول في إدارة الموارد العامة والحد من الهدر المالي.