إنفيديا تستثمر 100 مليار دولار في أوبن إيه آي…تحول جذري في سباق الذكاء الاصطناعي

في تحول استراتيجي يعكس طموحاتها العالمية، أعلنت شركة إنفيديا عن استثمار هائل بقيمة 100 مليار دولار في شركة أوبن إيه آي، خطوة تعزز من دورها كلاعب محوري في صناعة الذكاء الاصطناعي.
ولم يعد الأمر مقتصرًا على كون إنفيديا مصنّعًا للرقائق الإلكترونية، بل امتد ليشمل التمويل، البنية التحتية، ودعم تطوير النماذج المتقدمة، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من منظومة الابتكار في القطاع.
أوضحت إنفيديا أن الشراكة تهدف إلى إنشاء ما لا يقل عن 10 جيجاواط من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعادل نشر ملايين الرقائق المتقدمة.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى في النصف الثاني من العام المقبل، ما يعزز حضور الشركة على الساحة العالمية.
تثير الصفقة جدلاً حول ما يعرفه المستثمرون بـ”الدائرة المغلقة”، حيث تتحول الاستثمارات المباشرة لشركات ناشئة مثل أوبن إيه آي إلى زيادة لاحقة في الطلب على رقائق إنفيديا.
ويشير تحليل “نيوستريت ريسيرش” إلى أن كل 10 مليارات دولار استثمارية يمكن أن تولد طلبًا بقيمة 35 مليار دولار على منتجات الشركة.
لم يقتصر دعم إنفيديا على أوبن إيه آي، بل شمل شركات مثل XAI وCohere، إضافة إلى استثمار 5 مليارات دولار مؤخراً في إنتل، في خطوة يرى محللون أنها استراتيجية تنويعية تعزز سلاسل التوريد وتوسع نطاق نفوذ الشركة الجغرافي.
على الرغم من تأثير الاستثمارات الكبيرة على هوامش الربح على المدى القصير، إلا أنها توفر طلبًا مستدامًا وتؤكد مكانة إنفيديا كلاعب رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
أدى الإعلان عن الصفقة إلى رفع القيمة السوقية لشركة إنفيديا بنحو 160 مليار دولار، مع تسجيل السهم أعلى مستوياته على الإطلاق، مغلقًا مرتفعًا بنسبة 3.9% عند 183.61 دولار.
أكد الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانج، أن الطلب على الحوسبة ارتفع بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الشراكة مع أوبن إيه آي ستنقل الذكاء الاصطناعي من المختبرات إلى العالم الواقعي. واصفًا سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، التحالف بأنه “الوقود” اللازم لتسريع الابتكار وتطوير النماذج الذكية.
تمكن الصفقة أوبن إيه آي من الوصول إلى مصادر تمويل أقل تكلفة مقارنة بالاعتماد السابق على مزودي الخدمات السحابية، ما يسهل بناء مراكز البيانات وشراء الرقائق دون تكاليف إضافية باهظة.
يمثل استثمار إنفيديا في أوبن إيه آي تحولًا استراتيجيًا يعيد رسم قواعد اللعبة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الشركة مجرد مورد للرقائق، بل أصبحت محورًا أساسيًا لبناء منظومة متكاملة تشمل التمويل والبنية التحتية ودعم تطوير النماذج الذكية، مما يعزز مكانتها على خريطة الابتكار العالمي.