إنفيديا تراهن على الروبوتات كمحرك نمو مستقبلي بعد الذكاء الاصطناعي

كشف جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، عن رؤية طموحة لمستقبل الشركة، مؤكدًا أن قطاع الروبوتات يمثل ثاني أكبر فرصة استراتيجية للنمو بعد الذكاء الاصطناعي، في ظل التوسع السريع للتطبيقات الذكية.
جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي للمساهمين، الذي عُقد يوم الأربعاء، حيث أشار هوانغ إلى أن السوقين يحملان إمكانات بمليارات الدولارات، وأن المركبات ذاتية القيادة ستكون أول تطبيق واقعي ضخم في مجال الروبوتات.
وفي إطار توجهها نحو الاستثمار في هذه المجالات، أعادت إنفيديا هيكلة عملياتها في مايو، حيث دمجت قطاع السيارات مع قطاع الروبوتات ضمن وحدة تقارير موحدة.
وسجل هذا القطاع إيرادات بلغت 567 مليون دولار في الربع الأخير، أي ما يعادل نحو 1% فقط من إجمالي إيرادات الشركة، لكنه حقق نموًا سنويًا قويًا بنسبة 72%. وأوضح هوانغ أن هذه الأرقام قد تبدو صغيرة حاليًا، لكنها مرشحة للارتفاع بوتيرة سريعة في المستقبل القريب.
وسلط هوانغ الضوء على منصة Drive التي تطورها الشركة، والتي تُستخدم لدعم تقنيات القيادة الذاتية في سيارات مرسيدس-بنز، إلى جانب إطلاق نموذج Cosmos، وهو نظام ذكي مخصص لتشغيل الروبوتات البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتُظهر هذه المبادرات التزام إنفيديا بدمج قدراتها في تصميم العتاد مع البرمجيات الذكية لابتكار حلول متكاملة.
أدت تصريحات هوانغ إلى ارتفاع حاد في أسهم الشركة، التي سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق، لترتفع القيمة السوقية لإنفيديا إلى نحو 3.75 تريليون دولار، متجاوزة بذلك عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت. وتعكس هذه القفزة ثقة المستثمرين في مستقبل إنفيديا كمحرك أساسي لتحول الذكاء الاصطناعي عالميًا.
وفي تأكيد على التحول الاستراتيجي للشركة، أوضح هوانغ أن إنفيديا لم تعد تقتصر على تصنيع الرقائق، بل أصبحت تسعى لتكون مزودًا متكاملًا للبنية التحتية في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير منصات متقدمة للحوسبة الذكية والروبوتات.
ورغم أن مساهمة قطاع الروبوتات في إيرادات إنفيديا ما تزال محدودة، إلا أن توجه الشركة وابتكاراتها في هذا المجال يعكسان رهانًا استراتيجيًا على أن الروبوتات ستلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل النمو الرقمي خلال السنوات المقبلة.