إنفيديا تدخل تاريخ الشركات الأمريكية وتتخطى قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار

حققت شركة إنفيديا رقماً تاريخياً بصعودها لتصبح أول شركة أمريكية تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 4 تريليونات دولار، متفوقة على عمالقة التكنولوجيا مثل آبل ومايكروسوفت، في إنجاز يعكس نموها السريع وقوة تأثيرها في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وصل سعر سهم إنفيديا خلال جلسة الأربعاء إلى 164.42 دولاراً، ما دفع القيمة السوقية للشركة لتتجاوز لأول مرة 4 تريليونات دولار، رغم أن السهم أغلق يوم الخميس عند 164.10 دولار، مسجلاً أعلى قيمة إغلاق في تاريخ سوق الأسهم الأمريكية.
هذا الصعود المبهر جاء بعد أن كانت قيمة الشركة أقل من تريليون دولار قبل عامين فقط، ما يجعل وتيرة نموها من تريليون إلى 4 تريليونات هي الأسرع بين شركات التكنولوجيا الأمريكية.
استفادت إنفيديا بشكل كبير من الثورة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق تطبيقات مثل “شات جي بي تي”، حيث أصبحت رقاقاتها الخيار الأول عالمياً لتدريب وتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة التي تعتمد عليها هذه التقنيات الحديثة.
و شهدت الشركة طلبًا متصاعدًا من كبار عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون، جوجل، ميتا، وتسلا، التي استثمرت مليارات الدولارات في شراء رقائق إنفيديا لتشغيل مراكز بيانات ضخمة تقدم خدمات ذكاء اصطناعي سحابية على نطاق عالمي.
على الرغم من بداياتها في صناعة رقائق لألعاب الفيديو، فإن إنفيديا طورت عبر أكثر من عقد من الزمن وحدات معالجة الرسومات لتصبح عنصرًا أساسياً في مراكز البيانات والتطبيقات الذكية التي تعتمد على التعلم الآلي.
في عام 2024، طرحت الشركة رقائق “بلاكويل”، التي تعد الأقوى حتى الآن، مع شريحة “بي 200” التي تحتوي على 208 مليارات ترانزستور، ما جذب اهتمام واسع من المطورين والشركات التقنية الكبرى.
واجهت إنفيديا صعوبات بسبب المنافسة من نماذج ذكاء اصطناعي صينية مثل “ديب سيك”، بالإضافة إلى قيود التصدير المفروضة من الحكومتين الأمريكية السابقة والحالية، مما أدى إلى خسائر كبيرة في السوق الصينية، لكنها استمرت في النمو في الأسواق الأخرى.
وصف دان آيفز، المحلل في شركة “ويدبوش”، تخطي إنفيديا لحاجز 4 تريليونات دولار بأنها لحظة فارقة تمثل بداية مرحلة جديدة من نمو قطاع الذكاء الاصطناعي، بقيادة تقنيات الرقائق المتقدمة التي تنتجها الشركة.
رغم دخول منافسين مثل “إيه إم دي” إلى سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، يرى آيفز أن إنفيديا لا تزال اللاعب الأقوى والمهيمن، متوقعًا انضمام مايكروسوفت قريبًا إلى نادي الشركات التي تجاوزت 4 تريليونات دولار، مع تركيز متزايد على من سيصل إلى قيمة 5 تريليونات أولاً.