إنتاجات مغربية تكتسح القاعات السينمائية وتحقق 96 مليون درهم في 2024

في تحول غير مسبوق في تاريخ الصناعة السينمائية الوطنية، حققت القاعات المغربية خلال سنة 2024 انتعاشاً قوياً، ترجمه الإقبال الجماهيري الكبير على الإنتاجات المحلية، التي لم تكتفِ بحجز المراتب الأولى في شباك التذاكر، بل تفوقت بشكل واضح على أضخم الإنتاجات الأجنبية المعروضة في السوق الوطنية.
وحسب تقرير صادر عن المركز السينمائي المغربي، فقد بلغت مداخيل 30 فيلماً من بين الأكثر تحقيقاً للأرباح في القاعات الوطنية ما مجموعه 96.2 مليون درهم، مقابل 63.1 مليون درهم في عام 2023، أي بزيادة تقارب 33 مليون درهم.
هذا النمو يعكس الدينامية المتجددة للقطاع، ويؤشر إلى عودة الثقة في القاعات السينمائية بعد سنوات من التراجع بسبب جائحة كورونا.
واحتلت الأفلام المغربية صدارة الترتيب من حيث الإيرادات، إذ هيمنت على المراتب السبع الأولى ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة. وتصدر فيلم «أنا ماشي أنا» للمخرج هشام الجباري القائمة، محققاً أكثر من 13.4 مليون درهم من العائدات وبيع نحو 200 ألف تذكرة.
وجاء بعده فيلم «زعزوع» من إخراج ربيع شجيد بإيرادات ناهزت 7.5 ملايين درهم، ثم «على الهامش» لجيهان البحار بحصيلة قاربت 7.4 ملايين درهم.
في المراتب التالية، جاء فيلم «قلب 6.9» لمحمد علي العويني، يليه «البطل» لعمر لطفي، ثم «لي وقع في مراكش يبقى فمراكش» لسعيد خلاف، فيما احتل «حادة وكريمو» لهشام الجباري المركز السابع.
أما أول ظهور لفيلم أجنبي فكان في المركز الثامن، مع الجزء الثاني من «Gladiator»، تلته أعمال شهيرة مثل «Vice-Versa 2» و*«Deadpool & Wolverine Awan»*، وهو ما يؤكد التفوق اللافت للإنتاج المغربي على مستوى الجاذبية الجماهيرية.
وبلغ عدد التذاكر المباعة خلال السنة نحو 2.18 مليون تذكرة، من بينها أكثر من مليون تذكرة خُصصت لمشاهدة الأفلام المغربية، التي حققت ما يفوق 58.3 مليون درهم، ما يعادل أكثر من نصف إجمالي الإيرادات المسجلة.
أما على صعيد الإنتاج، فقد أُنجز خلال عام 2024 ما مجموعه 27 فيلماً طويلاً من قبل الفاعلين الوطنيين، من بينها 11 فيلماً روائياً.
وبلغت الميزانية الإجمالية لهذه الأعمال ما يفوق 756 مليون درهم، منها 73.5 مليون درهم كدعم مباشر من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، في حين توزعت بقية الاستثمارات على الإنتاج الذاتي، والمسلسلات، والإعلانات، والوثائقيات، والأفلام القصيرة.
هذا الأداء المتميز يعكس نضج التجربة السينمائية المغربية، ويعزز من مكانتها كقطاع ثقافي وإبداعي واعد، قادر على تحقيق التوازن بين الجودة الفنية والنجاح التجاري، وسط تزايد ثقة الجمهور المحلي في المحتوى الوطني.