أوبك+ تدرس تسريع زيادة إنتاج النفط وسط التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل

ألمح إيجور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة “روسنفت” الروسية وأحد أبرز الأصوات في قطاع الطاقة العالمي، إلى إمكانية قيام تحالف “أوبك+” بتقديم موعد رفع الإنتاج النفطي بنحو عام، مقارنة بالجدول الزمني الأصلي.
تصريحات سيتشين، التي جاءت خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الدولي بمدينة سان بطرسبرغ، عكست تبريراً استراتيجياً للقرار المفاجئ الذي اتخذه التحالف في أبريل الماضي، حين أعلن عن زيادات أكبر من المتوقع في إنتاج النفط بدءًا من مايو، رغم الأسعار المتذبذبة وتباطؤ الطلب العالمي.
وأوضح سيتشين أن “الزيادة المسجلة في الإنتاج منذ مايو تجاوزت بثلاثة أضعاف ما كان مخططاً له”، مشيراً إلى أن هذا التوجه “قد يتسارع أكثر، ليتم تنفيذ الزيادة الكاملة قبل عام من موعدها الأصلي”.
وفي ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، يرى سيتشين أن موقف “أوبك+” أصبح “بعيد النظر”، مؤكداً أن زيادة الإنتاج تخدم مصالح السوق والمستهلكين في ظل حالة الغموض الجيوسياسي.
ويمثل إنتاج “أوبك+” نحو 41% من المعروض العالمي للنفط، ما يجعل قراراته ذات تأثير كبير على التوازن في السوق.
وكان التحالف، الذي يضم دول أوبك إلى جانب منتجين مستقلين بقيادة روسيا، قد بدأ تدريجياً في تقليص التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً منذ أبريل، مع استمرار شريحتين إضافيتين من التخفيضات حتى عام 2026.
ورغم أن أسعار النفط تراجعت مؤقتاً إثر إعلان الزيادة، فإن اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل أدى إلى قفزة في الأسعار، التي اقتربت من 75 دولاراً للبرميل – وهو أعلى مستوى لها هذا العام.
في المقابل، حذّر سيتشين من أن الطلب العالمي على النفط قد يواجه تحديات مستقبلية، خاصة مع التوسع السريع في استخدام السيارات الكهربائية، لا سيما في الصين. ومع ذلك، استبعد وجود فائض كبير في المعروض، مرجعاً ذلك إلى تراجع المخزونات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جانبه، أكد أن الطلب على النفط سيبقى قوياً، مضيفاً أن تأثير النزاع الإيراني الإسرائيلي على الأسعار لا يرقى لمستوى يستدعي تدخل التحالف.
وفي جانب آخر، أشار سيتشين إلى أن “روسنفت” بنت موازنتها لعام 2025 على أساس سعر 45 دولاراً للبرميل، وهو مستوى قريب من السقف السعري الجديد الذي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى فرضه على واردات النفط الروسي، بعد أن كان محدداً عند 60 دولاراً.