الاقتصادية

ألمانيا تحذر من تصعيد تجاري مع واشنطن وتدعو أوروبا إلى رد حاسم إذا فشلت المفاوضات

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، دعا وزير المالية الألماني ونائب المستشار، لارس كلينجبايل، التكتل الأوروبي إلى الاستعداد لاتخاذ إجراءات “حاسمة” في حال فشل المفاوضات الجارية مع واشنطن حول الرسوم الجمركية.

ويأتي هذا التصعيد بعدما هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بدءًا من الأول من أغسطس، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري شامل.

وفي مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية، شدد كلينجبايل على أن أوروبا يجب ألا تقف مكتوفة الأيدي، قائلًا: “إذا لم يتم التوصل إلى حل عادل عن طريق التفاوض، فإن الاتحاد الأوروبي مطالب باتخاذ إجراءات مضادة قوية لحماية وظائفنا وشركاتنا”.

وأضاف: “رغم أن يدنا ما تزال ممدودة للتفاوض، إلا أننا لن نقبل بأي شروط مجحفة”، مؤكدًا أن برلين ترى في الحوار أولوية، لكنها لن تتردد في الرد عند الضرورة.

وتعتبر الولايات المتحدة من أبرز الشركاء التجاريين لألمانيا، حيث صدّرت برلين ما قيمته 161 مليار يورو من السلع إلى السوق الأمريكية في عام 2024، وفقًا لبيانات حكومية.

وقد تحقق عن هذه الصادرات فائض تجاري قدره 70 مليار يورو، معظمها في قطاعات السيارات والمعدات الصناعية والأدوية.

ورغم اللهجة التحذيرية، أبدى كلينجبايل رغبة في احتواء الأزمة، قائلًا: “سياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها ترامب لن تُنتج سوى خسائر متبادلة… لا أحد بحاجة إلى تهديدات أو استفزازات جديدة الآن”.

بدوره، عبّر السياسي الألماني يورجن هارت، نائب زعيم الكتلة المحافظة في البرلمان، عن أمله في تأجيل الرسوم المرتقبة، قائلاً: “أراهن على التوصل إلى اتفاق جزئي على الأقل، وعلى تأجيل إضافي قبل الأول من غشت “.

يبدو أن الاتحاد الأوروبي، رغم استعداده للرد، لا يزال متمسكًا بخيار التفاوض كمسار رئيسي. ويقول مراقبون إن فرض رسوم جمركية مرتفعة لن يضر بالشركات الأوروبية فقط، بل قد يرتد بنتائج سلبية على المستهلك الأمريكي من خلال ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح الأطراف في تفادي حرب تجارية شاملة، أم أن الأول من أغسطس سيكون موعدًا لانفجار جديد في العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى