ألفابت وإنفيديا تراهنان على شركة ذكاء اصطناعي أسسها عالم سابق في OpenAI

في خطوة تعكس اشتداد المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي، دخلت شركتا ألفابت (الشركة الأم لـ Google) وإنفيديا على خط تمويل شركة ناشئة صاعدة في هذا المجال، هي “سيف سوبر إنتليجنس” التي أسسها إيليا سوتسكيفر، أحد العقول المؤسسة لـ OpenAI وعالم سابق ضمن فريقها.
نجحت “سيف سوبر إنتليجنس” خلال أشهر قليلة في تحقيق صعود صاروخي، لتصبح واحدة من أعلى شركات الذكاء الاصطناعي قيمة على مستوى العالم.
ووفقًا لمصادر مطلعة، بلغت قيمتها السوقية 32 مليار دولار في آخر جولة تمويل قادتها شركة Green Oaks، ما يعزز مكانتها ضمن النخبة الجديدة لشركات النماذج التأسيسية (Foundation Models) المدعومة بأحدث تقنيات الحوسبة.
في سابقة مهمة، أعلنت ألفابت أن ذراعها للحوسبة السحابية سيوفر لـ “سيف سوبر إنتليجنس” إمكانية الوصول إلى وحدات المعالجة التنسورية (TPUs)، وهي رقائق متقدمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، طورتها Google داخليًا وكانت في السابق حكرًا على استخداماتها الخاصة.
هذه الخطوة توضح التحول الكبير في استراتيجية Google لمنافسة إنفيديا بشكل مباشر في سوق الرقائق.
لطالما سيطرت إنفيديا على سوق معالجات الرسومات (GPUs) المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بحصة تفوق 80%. لكن دخول TPUs من Google كمنافس حقيقي، يشير إلى بداية مرحلة جديدة من توزيع الحصص السوقية، خاصة مع اتساع قاعدة الشركات الناشئة الباحثة عن بدائل أكثر تخصصًا وقدرة على التكيف مع متطلباتها.
من جهة أخرى، تواصل أمازون تعزيز قدراتها عبر تطوير رقائق “ترينيوم” و”إنفيرنتيا”، وقد أعلنت أن شركة Anthropic – المنافسة لـ OpenAI – ستكون أول من يستخدم حاسوبها الفائق المدعوم بهذه المعالجات.
لكن في مفارقة لافتة، لا تزال Anthropic تعتمد أيضًا على TPUs من Google، في إشارة إلى تعقيد شبكة التبعية المتبادلة بين الشركات الكبرى والناشئة.
بات من المألوف أن تتجه شركات الحوسبة السحابية الكبرى للاستثمار المباشر في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، في علاقة تشبه التحالفات الاستراتيجية المتبادلة: الشركات الناشئة بحاجة إلى بنية تحتية قوية، والمزودون الكبار بحاجة إلى الحفاظ على عملاء متفردين في السوق.
فعلى سبيل المثال:
استثمرت أمازون وغوغل في Anthropic.
وضعت مايكروسوفت ثقلها بالكامل خلف OpenAI.
بينما توزعت استثمارات إنفيديا بينهما، بالإضافة إلى دعمها لمشروع xAI الذي أسسه إيلون ماسك.
الاستثمار في “سيف سوبر إنتليجنس” ليس مجرد صفقة تمويل عادية، بل يمثل فصلًا جديدًا في الصراع الثلاثي بين غوغل، أمازون، وإنفيديا للهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن معركة الرقائق، والبنية التحتية، والعقول اللامعة قد بدأت بالفعل تأخذ شكلها النهائي، مع دخول لاعبين جدد على الساحة واحتدام الرهان على من سيتحكم في “ذكاء” الغد.