اقتصاد المغربالأسهمبورصة الدار البيضاء

أسهم التمويل الاستهلاكي تواصل النزيف في بورصة الدار البيضاء وسط مخاوف اقتصادية

تشهد أسهم شركات التمويل الاستهلاكي المدرجة في بورصة الدار البيضاء موجة تراجعات غير مسبوقة، تزداد حدّتها يوماً بعد يوم، في ظل توتر يسود الأوساط الاستثمارية بشأن مستقبل هذا القطاع الحيوي.

وتتصدر شركة “إيكدوم” واجهة هذه التراجعات، بعدما أصبحت مؤشرًا واضحًا على حجم المخاطر التي تهدد أداء شركات التمويل في الظرفية الاقتصادية الراهنة.

فقد تكبّد سهم “إيكدوم” خسائر فادحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، متراجعًا بأكثر من 20% من قيمته السوقية في غضون أسبوع واحد فقط.

وقد بدأت هذه الموجة الانحدارية يوم الإثنين 16 يونيو بانخفاض بنسبة 5,19%، لتتفاقم الخسائر في اليوم التالي بهبوط نسبته 8,62%، ثم تسجل الشركة تراجعًا إضافيًا بلغ 8,12% يوم الجمعة 20 يونيو. واستمر الاتجاه السلبي حتى جلسة الجمعة 11 يوليوز، حيث خسر السهم 7,4% مغلقًا عند 1.101 درهم.

ويأتي هذا التراجع رغم الأداء الإيجابي النسبي للمؤشر الرئيسي “مازي”، الذي عرف بعض المكاسب الطفيفة خلال نفس الفترة، ما يسلط الضوء على التفاوت الواضح بين أداء السوق العام ووضعية شركات التمويل الاستهلاكي، ويؤكد هشاشة بعض القطاعات داخل المنظومة المالية المغربية.

ويرى محللون أن هذه التراجعات تعكس مخاوف حقيقية لدى المستثمرين من تراجع الطلب على القروض، وارتفاع كلفة التمويل، إلى جانب التباطؤ في وتيرة الاستهلاك، وهي عوامل مجتمعة تُلقي بظلالها على أرباح الشركات العاملة في مجال القروض الاستهلاكية.

ولم تكن “إيكدوم” الوحيدة التي تأثرت بهذه الضغوط، إذ سجلت أسهم شركة “سلفين” أيضًا تراجعًا تجاوز 13% خلال نفس الفترة، ما يعزز المخاوف بشأن قدرة هذا القطاع على الصمود في وجه التحديات الاقتصادية المتزايدة.

وفي المقابل، برز أداء إيجابي لعدد من الشركات المدرجة، مثل “إنفوليس” و”آب مغرب كوم”، إضافة إلى شركات صناعية من قبيل “ستروك للصناعة” و”ميد بايبر”، ما يعكس التباين الحاد بين القطاعات ويؤكد الطبيعة المتقلبة للسوق المالي المغربي.

تجدر الإشارة إلى أن جلسة الجمعة 11 يوليوز شهدت تداولات نشطة تجاوزت 571 مليون درهم، بالتزامن مع تسجيل المؤشرات الرئيسية لارتفاعات محدودة، في حين تواصلت الضغوط القوية على أسهم التمويل، ما يفتح باب التساؤلات حول آفاق هذا القطاع في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى