أسعار الليثيوم تتهاوى إلى أدنى مستوياتها في 4 سنوات وسط تخمة في المعروض
شهدت أسعار كربونات الليثيوم تراجعًا حادًا في مايو، لتسجّل أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات عند 61,500 يوان للطن، نتيجة استمرار الفائض في المعروض مقارنة بالطلب العالمي.
ويأتي هذا الانخفاض في ظل تزايد الإنتاج العالمي، لاسيما من الصين وإندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ما أدى إلى احتدام المنافسة بين المنتجين وتراجع الأسعار.
ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة، فقد ارتفعت إمدادات الليثيوم بنسبة 35% خلال العام الماضي، مع توقّعات بمواصلة هذا المنحى التصاعدي. ويعود ذلك إلى حرص الشركات المنتجة على مواصلة عمليات الاستخراج رغم تراجع الأسعار، بهدف الحفاظ على حصصها السوقية وعلاقاتها مع الحكومات ومصنّعي البطاريات.
في المقابل، تباطأ الطلب، خاصة في السوق الصينية التي تُعد الأكبر عالميًا في مجال السيارات الكهربائية.
حيث كشفت بيانات جمعية سيارات الركاب في الصين عن تراجع في نمو مبيعات المركبات الجديدة بالطاقة الجديدة خلال أبريل مقارنة بالعام السابق، إلى جانب انخفاض الصادرات، رغم استمرار الدعم الحكومي الذي يهدف إلى تسريع التحول الطاقي وتشجيع استبدال المركبات التقليدية.
ويعكس هذا التباطؤ تحولًا في ديناميكيات السوق، إذ لم يعد نمو سوق السيارات الكهربائية في الصين يسير بالوتيرة المتسارعة التي عرفها مطلع العقد، ما أدى إلى فائض في إنتاج البطاريات بدفع من الدعم الحكومي. وأدى هذا الفائض بدوره إلى ضغوط على أسعار الليثيوم، في وقت لا يزال فيه المعروض يفوق بكثير وتيرة الطلب الفعلي.
في المجمل، يُبرز هذا الواقع تحديات توازن العرض والطلب في سوق الليثيوم العالمي، وسط مخاوف من استمرار تدهور الأسعار ما لم يتحسن الطلب، خاصة من قطاع السيارات الكهربائية الذي يُعتبر المحرك الرئيسي لهذا المعدن الحيوي.
