أسعار الغاز الطبيعي البريطاني ترتفع مع تراجع الإمدادات ومخاوف من تأثيرات جيوسياسية

شهدت عقود الغاز الطبيعي في بريطانيا ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى نحو 83 بنس لكل تيرم، متعافية من أدنى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع عند 78 بنس في 24 يوليو.
وجاء هذا الصعود نتيجة تراجع تدفقات الغاز القادمة من النرويج بسبب أعمال صيانة في حقل Troll وتأخر إعادة تشغيل منشأة Hammerfest للغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى تقليل العرض المتاح في السوق.
ويُتوقع أن يسهم الطقس الدافئ المنتشر عبر شمال غرب أوروبا في زيادة الطلب على الغاز، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على التوازن بين العرض والطلب.
في الوقت نفسه، زادت المخاوف من تقلبات أكبر في السوق نتيجة للمهلة الضيقة التي حددها الرئيس الأمريكي ترامب لروسيا من أجل الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
هذه التوترات الجيوسياسية تعزز احتمالات فرض عقوبات جديدة على صادرات الطاقة الروسية، مما قد يؤثر سلبًا على تدفقات الغاز الطبيعي المسال العالمية.
أما في المملكة المتحدة، فتتفاقم هذه التحديات بسبب محدودية مخزونات الغاز الشتوية. فمن المتوقع أن تلجأ شركة Centrica إلى استخراج الغاز من حقل Rough – أكبر مواقع التخزين في البلاد – والذي لا يزال فارغًا وقد يواجه إغلاقًا بحلول عام 2025 في حال عدم حصوله على دعم حكومي.
حاليًا، تمتلك المملكة المتحدة مخزونًا يكفي فقط لتغطية 12 يومًا من استهلاك الشتاء، وهو مستوى أقل بكثير من متوسط تخزين دول الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، يشهد إنتاج الغاز في بحر الشمال تراجعًا مستمرًا، ما يجعل البلاد تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز من النرويج وأوروبا ومن أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية.
على الرغم من استثمار يصل إلى 2 مليار جنيه إسترليني لتحديث منشأة Rough، إلا أن السوق لا تزال تواجه تحديات كبيرة، وسط حالة من عدم اليقين التي تحيط بإمدادات الطاقة خلال الفترة القادمة.