أسعار الحبوب العالمية تتراجع وسط قرارات الأرجنتين وخسائر الطقس المتطرف
شهدت أسواق الحبوب العالمية تراجعات ملحوظة يوم الاثنين، حيث انخفضت أسعار فول الصويا لأدنى مستوياتها في أسبوع، مدفوعة بقرار الأرجنتين المفاجئ بخفض الضرائب على صادرات الحبوب.
الخطوة أثارت توقعات بزيادة الإمدادات العالمية، مما ضغط على الأسعار رغم الأوضاع الجوية المتقلبة التي أثرت على المحاصيل في مناطق أخرى.
تراجعت عقود فول الصويا الأكثر نشاطًا في بورصة شيكاغو بنسبة 1.4% لتصل إلى 10.41 دولار للبوشل، بعد أن لامست أدنى مستوى لها منذ 21 يناير. هذه التراجعات تأتي بعد سلسلة ارتفاعات سابقة بسبب المخاوف من الأحوال الجوية السيئة في أمريكا الجنوبية.
وفقًا لمحللين، فإن خفض الأرجنتين لضرائب التصدير قد يؤدي إلى زيادة الشحنات على المدى القريب، ويعزز الإنتاج طويل الأجل. الأرجنتين، التي تعد أكبر مصدر عالمي لزيت وفول الصويا المعالج، تشهد تحولات كبيرة رغم التحديات المناخية التي أضرت بمحاصيلها مؤخراً.
و هبطت العقود الآجلة للقمح بنسبة 1.5% لتصل إلى 5.35 دولار للبوشل. ورغم هذا التراجع، حد الطقس البارد في الولايات المتحدة من خسائر أكبر، حيث أشارت تقارير إلى أن موجة الصقيع قد تسببت في تلف يصل إلى 15% من محصول القمح الشتوي.
و انخفضت عقود الذرة بنسبة 0.9%، لتستقر عند 4.82 دولار للبوشل. التوقعات بزيادة صادرات الأرجنتين من الذرة أضافت ضغوطًا على الأسعار.
قرار الأرجنتين بخفض ضرائب تصدير الحبوب يعكس استراتيجية لتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، خاصة في ظل الجفاف الذي أضر بالإنتاج المحلي.
بينما يرى الخبراء أن الأمطار المتوقعة قد لا تكون كافية لتحسين الوضع الزراعي، فإن زيادة الصادرات قد تُغير ديناميكيات التجارة العالمية، مما يشكل تحديًا للمصدرين الرئيسيين الآخرين مثل الولايات المتحدة.
و أضافت الصين المزيد من الضغط على سوق فول الصويا، حيث علّقت واردات بعض الشركات البرازيلية بعد فشلها في تلبية معايير الاستيراد.
هذا التعليق، الذي سيستمر لشهرين، يطال عمليات تمثل أكثر من 30% من صادرات البرازيل إلى الصين، مما يثير قلقًا بشأن تدفقات التجارة العالمية.
أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة أن صناديق التحوط قلصت مراكزها الطويلة في فول الصويا وزادت رهاناتها على الذرة، في إشارة إلى توقعات بتغيرات مستقبلية في الأسواق.
بينما تسعى الأرجنتين لتوسيع حصتها السوقية، تواجه الأسواق مخاطر متزايدة بسبب التغيرات المناخية والسياسات التجارية العالمية. مع استمرار حالة عدم اليقين، قد تبقى أسعار الحبوب متقلبة، مما يضع المصدرين والمستوردين على حد سواء أمام تحديات معقدة.
