أزمة مواعيد تأشيرة الشنغن في المغرب: هل يتحكم الوسطاء بالسوق؟

يواجه العديد من المغاربة صعوبات متزايدة في حجز مواعيد تأشيرة الشنغن للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام تحركاتهم.

وفقًا لتقارير من Schengen.News، يعتقد عدد كبير من المتقدمين أن هذه التعقيدات ليست عشوائية، بل تهدف إلى دفعهم للتعامل مع وسطاء يستغلون الوضع، مطالبين بمبالغ تصل إلى 500 يورو، في حين أن الحجز عبر القنوات الرسمية مجاني مع دفع رسوم معالجة التأشيرة فقط.

لمواجهة هذه الظاهرة، أطلقت السلطات نظام حجز ذكي جديد يهدف للحد من احتكار المواعيد وبيعها في السوق السوداء. ومع ذلك، يشكو المتقدمون من ندرة المواعيد المتاحة في القنصليات ومراكز استقبال الطلبات، حتى وصفوا النظام بـ “الشبح” لعدم فعاليته.

أحمد، أحد المتقدمين، قال معبرًا عن إحباطه: “أراقب الموقع لساعات طويلة بلا جدوى، أشعر أن المواعيد إما تُخفى عمدًا أو تُخصص بنسب قليلة جدًا لا تتجاوز 1% من حجم الطلبات”.

وتُبرز الأرقام حجم الأزمة، حيث بلغ عدد طلبات التأشيرة المغربية 606,800 في 2024، ما يجعل المغرب رابع أكبر دولة متقدمة بطلبات الشنغن عالميًا. وتمت الموافقة على 457,950 طلبًا، بينما رُفض 115,774 طلبًا، مع بقاء المشكلة الأساسية في الحصول على موعد الحجز.

يطالب المواطنون بإجراء تحقيق شفاف لكشف خلفيات الأزمة، ووضع حد لاستغلال الوسطاء، الذين يتسببون بخسائر مالية للمواطنين.

كما يقترحون زيادة الشفافية في توزيع المواعيد، وتوسيع الحصص المتاحة، وفرض عقوبات صارمة على الوسطاء غير القانونيين، إضافة إلى تطوير النظام الإلكتروني لضمان كفاءة أكبر.