أزمة مالية خانقة تهدد استدامة نظام “أمو الشامل” للتأمين الصحي في المغرب

يواجه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أزمة مالية حادة، بعدما كشفت معطيات جديدة عن اختلالات خطيرة تهدد استمرارية نظام “أمو الشامل” الخاص بالتأمين الإجباري عن المرض، الموجه لفئة غير الأجراء القادرين على تحمل واجبات الاشتراك.

وحسب تقرير رسمي من المتوقع أن يُعرض قريباً على البرلمان، فإن هذا النظام يعاني من ضغوط مالية متزايدة، حيث تجاوزت نفقاته مجموع الاشتراكات بنسبة 238%، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة إلى 291% بحلول نهاية عام 2025.

وتظهر الأرقام المقلقة أن العجز المالي التقني سيصل إلى 1.075 مليار درهم في عام 2025، أي ما يعادل 107 مليارات سنتيم، بعدما كان هذا العجز قد بلغ 269 مليون درهم في 2024.

ويعود هذا التدهور إلى الفارق الكبير بين المداخيل والنفقات، حيث لم تتجاوز الاشتراكات 195 مليون درهم في 2024، بينما يُتوقع أن ترتفع إلى 564 مليون درهم في 2025.

وفي المقابل، قفزت النفقات من 464 مليون درهم في 2024 إلى 1.638 مليار درهم في العام المقبل، ما يشير إلى حجم الأزمة المتفاقمة.

هذه الأرقام تبرز أزمة تمويل تهدد استدامة النظام الصحي، ما يثير تساؤلات ملحة حول الحلول العاجلة التي قد تتخذها الحكومة لتفادي انهيار الصندوق، خصوصاً في ظل التوسع المستمر لقاعدة المستفيدين.