أزمة المياه بين المغرب والجزائر: توترات متصاعدة حول وادي غير ومخاطر بيئية

تعد أزمة المياه بين المغرب والجزائر واحدة من القضايا الاستراتيجية التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، في وقت تتداخل فيه هذه الأزمة مع تحديات بيئية متزايدة نتيجة للجفاف المستمر وارتفاع درجات الحرارة.
في هذا السياق، أفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية بأن المغرب والجزائر يواجهان أزمة مائية متفاقمة، حيث أصبح وادي غير، الذي ينبع من الأطلس الكبير المغربي ويمتد إلى الجنوب الغربي الجزائري، نقطة خلاف جديدة بين البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجزائر تتهم المغرب بتفاقم أزمة الجفاف عبر بناء سدود على الوادي، مما أدى إلى انخفاض كبير في تدفق المياه نحو الأراضي الجزائرية.
الجزائر، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في عام 2021، رفعت هذه القضية إلى الساحة الدولية مرتين، حيث اتهم وزير الموارد المائية الجزائري، طه دربال، المغرب بـ”التجفيف المتعمد” لمناطق حدودية غرب الجزائر.
وفي مايو 2024، خلال المنتدى العالمي للمياه في بالي، كرر دربال هذه الاتهامات، مشيرًا إلى أن المغرب يعرقل تدفق المياه العابرة للحدود.
سلطت الصحيفة الضوء على سد قدوسة، الذي تم بناؤه على وادي غير في الجزء المغربي، والذي دخل حيز الخدمة في عام 2021، باعتباره محور الخلاف بين البلدين. بسعة تخزينية تبلغ 220 مليون متر مكعب،
يُعتقد أن هذا السد قد تسبب في انخفاض حاد في تدفق المياه نحو الجزائر، مما أثر سلبًا على سد جرف طوبة الجزائري، الذي يُعد أحد أكبر السدود في البلاد.
وبسبب هذا الانخفاض، عانى سد جرف طوبة من جفاف طويل، مما دفع الصحافة الجزائرية إلى التحدث عن “كارثة بيئية” جراء ظهور مئات الأسماك الميتة وتدهور البيئة المحيطة.