مع اقتراب تيم كوك، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة آبل، من السنوات الأخيرة في قيادته، بدأت خطط خلافة الشركة تتضح تدريجيًا.
فقد أصبح المستثمرون والإعلام يتابعون عن كثب الخطوات المقبلة لشركة التكنولوجيا العملاقة، خاصة مع الدور البارز الذي لعبه كوك في توسيع أعمال آبل وتعزيز الانضباط التشغيلي وتحقيق نمو مستمر في الأرباح.
في تقييم حديث، أشار بنك جي بي مورغان تشيس إلى أن المناقشات حول انتقال القيادة في آبل أصبحت أكثر كثافة، مع تقارير صحفية تتحدث عن استعداد الشركة لتنفيذ عملية تسليم مدروسة بعناية لضمان استمرارية النجاح.
ووفقًا للمحللين بقيادة ساميك شاترجي، فإن المستثمرين يضعون تخطيط الخلافة في صدارة اهتماماتهم نظرًا للإنجازات التي حققها كوك على مدار عقد ونصف، بما في ذلك نمو ربحية السهم بنسبة منتصف العشرات.
وتبرز شخصية جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، كأبرز المرشحين داخليًا لتولي منصب الرئيس التنفيذي في المستقبل. يشرف تيرنوس، البالغ من العمر 50 عامًا، على جميع أجهزة آبل الرئيسية مثل آيفون وآيباد وماك وإيربودز، ولعب دورًا رئيسيًا في انتقال أجهزة ماك إلى معالجات آبل الخاصة.
انضم تيرنوس إلى الشركة عام 2001 بعد خبرة سابقة في مجال الواقع الافتراضي، وتولى مناصب عليا في مجال الأجهزة منذ عام 2013. وفي السنوات الأخيرة، أصبح أكثر ظهورًا في فعاليات إطلاق المنتجات، بما في ذلك تقديمه لهاتف آيفون إير الأخير، مما يعزز مكانته كمرشح محتمل لتولي القيادة بعد كوك.
ويرى محللو جي بي مورغان أن ملف تيرنوس يتماشى مع مرحلة آبل القادمة، التي من المتوقع أن تركز على إطلاق فئات منتجات جديدة وسط المنافسة المتزايدة في صناعة التكنولوجيا، خاصة مع التوجه نحو منصات قادرة على دعم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
بعيدًا عن دور الرئيس التنفيذي، من المتوقع أن تشهد القيادة العليا في آبل تغييرات تدريجية، حيث يبلغ متوسط عمر الفريق التنفيذي حوالي 59 عامًا، مع كون تيرنوس والمدير المالي الجديد كيفان باريخ من الأصغر سنًا في المجموعة.
وقد يشهد المستقبل إعادة تشكيل تدريجية مدروسة، مع احتمال انتقال كوك إلى منصب رئيس مجلس الإدارة.
ويظل السؤال الأكبر بالنسبة للمستثمرين هو الاستمرارية: خلال فترة كوك، أطلقت آبل منتجات رئيسية مثل ساعة آبل وإيربودز وفيجن برو، وتوسعت في مجال الخدمات، وحققت نموًا سنويًا يقارب 10% في الإيرادات، وارتفعت قيمتها السوقية من أقل من 400 مليار دولار إلى 4 تريليون دولار.
وخلص محللو جي بي مورغان إلى أن إرث كوك من التوسع الكبير في آبل سيترك “أحذية كبيرة لملئها” لأي قائد جديد يتولى المسؤولية.
