الأسهمالاقتصاديةبورصة نيويورك

وول ستريت بين التفاؤل والتحذيرات: هل سوق الأسهم الأمريكية على أعتاب تصحيح؟

وسط الأرقام القياسية التي تسجلها الأسهم الأمريكية، بدأ القلق يتسلل إلى وول ستريت، حيث حذر عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين والمحللين من احتمال اقتراب موجة تصحيح بسبب الفقاعة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، وصف مدير صناديق التحوط “مايكل باري” الوضع قائلاً: “أحيانًا نرى الفقاعات، وأحيانًا يمكننا فعل شيء حيالها، وأحيانًا يكون الحل هو عدم المشاركة”، في إشارة إلى المخاطر المتزايدة للسوق.

في سبتمبر، أثار رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” المخاوف حول التقييمات المرتفعة للأسهم، مشيرًا إلى أن أسعار الأصول تجاوزت مستوياتها الطبيعية وفقًا للعديد من المقاييس.

وقد تزامن ذلك مع تحذيرات المؤسسات المالية التي أرجعت ارتفاع التقييمات إلى زخم الذكاء الاصطناعي والتفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة.

وعلى الرغم من محاولات “باول” لطمأنة الأسواق، بدأ كبار المديرين التنفيذيين بتحذير المستثمرين من تصحيح محتمل، أبرزهم “جيمي ديمون” الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان، الذي أشار إلى إمكانية حدوث تراجع قوي خلال ستة أشهر إلى عامين، مستندًا إلى تضخم سوق الائتمان الخاص الذي تجاوز تريليوني دولار، مع تركيز ثلاثة أرباعه في الولايات المتحدة.

حذر صندوق النقد الدولي من أن أكثر من ثلث المقترضين في سوق الائتمان الخاص يدفعون فوائد تتجاوز أرباحهم التشغيلية، ما يجعل الوضع هشًا وسط ارتفاع الفائدة. وقد انعكس التوسع الائتماني غير المنضبط في إفلاس شركات أمريكية مثل “فيرست براندز” و”ترايكلر هولدنجز”.

وهذه الاضطرابات لا تقتصر على سوق الدين، بل تمتد إلى الأسهم، حيث أي اضطراب في السيولة الائتمانية قد يؤدي إلى تراجع المخاطرة وانكماش السيولة المتاحة للأسهم.

في 31 أكتوبر، ضخ الفيدرالي نحو 50.3 مليار دولار للبنوك عبر أداة “الريبو الدائمة”، بينما سحب 51.8 مليار دولار عبر “الريبو العكسي”، ما يعكس توترًا في توازن السيولة.

وأكدت رئيسة الفيدرالي في دالاس، “لوري لوجان”، أن استقرار السيولة يعتمد بشكل متزايد على تدخل الاحتياطي الفيدرالي، مما يزيد من احتمالات انتقال الاضطرابات إلى سوق الأسهم، خاصة مع استحواذ شركات التكنولوجيا الكبرى على نحو 37% من قيمة مؤشر “إس آند بي 500”.

تقديرات الذكاء الاصطناعي لاحتمالات التصحيح في الأشهر الستة المقبلة

السيناريو

الحالة الاقتصادية

احتمالات تصحيح الأسهم الأمريكية

هبوط ناعم

– يواصل الاقتصاد الأمريكي نموه مع تباطؤ التضخم في ظل خفض أسعار الفائدة.

– أرباح الشركات تظل قوية.

تصحيح طفيف بين 5% و10%، قبل أن تستعيد السوق اتجاهها الصاعد.

ركود تضخمي طفيف

– تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي مع استمرار ارتفاع التضخم.

– الفيدرالي متمسك بسياسة نقدية أقل تيسيرًا ومتردد في خفض الفائدة.

– الأرباح تتأثر بارتفاع التكاليف وتراجع الطلب.

تصحيح معتدل بين 10% و15%.

هبوط حاد

– يؤدي تمسك الفيدرالي بأسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة إلى تباطؤ حاد في الاقتصاد.

– أزمة خارجية تؤثر على النشاط الاقتصادي.

– ارتفاع البطالة وانخفاض أرباح الشركات بوتيرة كبيرة.

سوق هابط بانخفاض يتراوح بين 20% و30%.

ارتفع مؤشر “شيلر” لمضاعف الربحية إلى 40 نقطة، قرب أعلى مستوى قياسي في ديسمبر 1999 عند 44 نقطة، مما يشير إلى تقييمات مرتفعة للغاية مقارنة بالأرباح.

وأوضح “ديفيد سولومون” الرئيس التنفيذي لبنك “جولدمان ساكس” احتمال حدوث تصحيح بنسبة 10% إلى 20% خلال 12 إلى 24 شهرًا، فيما اعتبر “تيد بيك” الرئيس التنفيذي لـ”مورجان ستانلي” أن هذه التصحيحات جزء طبيعي من الدورة الصعودية للأسواق، ما دام لا ينجم عن صدمة اقتصادية كبرى.

US stocks, dollar drop on lingering tariff worries, a day after relief  rally | Reuters

من جانبها، أعربت “كاثي وود” الرئيسة التنفيذية لشركة “آرك إنفست” عن تفاؤل حذر، معتبرة أن أسهم الذكاء الاصطناعي ليست فقاعة، لكنها قد تشهد اضطرابًا مؤقتًا مع تصحيح السوق. كما أكد “توبياس أدريان” مدير قسم أسواق المال في صندوق النقد الدولي أن المبالغة في تقييمات الأصول لا تعني بالضرورة حدوث عمليات بيع واسعة.

تتوافر العوامل المؤدية لتصحيح محتمل في سوق الأسهم الأمريكية، بما في ذلك التقييمات المرتفعة، وتركيز ثروة كبير في 7 شركات فقط، ومخاطر ائتمانية متزايدة.

وعلى الرغم من اختلاف تقديرات حجم التراجع، يتفق الخبراء على أن التصحيح محتمل في المستقبل القريب، ما يجعل الحذر ومتابعة مؤشرات السوق والائتمان والتدخلات الفيدرالية ضروريًا للمستثمرين.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى