واشنطن تختار طنجة المتوسط كمحطة رئيسية في خطها التجاري على حساب الجزيرة الخضراء

قررت الولايات المتحدة الأمريكية استبعاد ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني من خططها البحرية واعتماد ميناء طنجة المتوسط في المغرب كمحطة توقف رئيسية للسفن الأمريكية، ضمن مسار جديد يربط السواحل الشرقية والغربية للولايات المتحدة بموانئ في اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند.
وجاء هذا القرار بعد أن علقت واشنطن في يونيو 2025 الاتفاقية البحرية الموقعة مع إسبانيا في فبراير من العام نفسه، والتي كانت تتيح لميناء الجزيرة الخضراء دورًا محوريًا في الربط البحري.
وقد اعتُبر إلغاء مشاركة الميناء الإسباني بمثابة رسالة سياسية، خاصة في ظل توتر العلاقات بين البلدين على خلفية تحقيق لجنة الملاحة البحرية الفيدرالية الأمريكية (FMC) مع إسبانيا، إضافة إلى خلافات حول عقد تخزين بيانات مع شركة هواوي، ورفض مدريد شراء مقاتلات “إف-35” الأمريكية.
وبموجب التعديل الجديد، سيتم تحويل حركة السفن التابعة لشركتي “أميركان بريزيدنت لاينز” و”ميرسك لاين ليمتد”، وهما من أبرز المشاركين في برنامج الأمن البحري الأمريكي، إلى ميناء طنجة المتوسط، الذي يتمتع بموقع استراتيجي على بوابة المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
ويهدف هذا التحول إلى تعزيز المسارات البديلة خارج الاتحاد الأوروبي، بما يضمن للولايات المتحدة مرونة أكبر في إدارة سلاسل التوريد وتوفير منافذ آمنة وفعّالة لأسطولها البحري.
ويُتوقع أن يسهم هذا القرار في ترسيخ مكانة ميناء طنجة المتوسط كمحور لوجستي عالمي، قادر على استقطاب مزيد من الاستثمارات والشحنات العابرة للقارات، مما يعزز دوره في التجارة الدولية ويدعم موقع المغرب كجسر استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.