نقص النحاس العالمي يهدد التحول للطاقة النظيفة ويبرز دور الصين في السوق
حذّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) من أن النقص العالمي في النحاس قد يبطئ الانتقال إلى الطاقة النظيفة والتقنيات الرقمية، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، ومراكز البيانات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تركز أكثر من نصف احتياطيات النحاس العالمية في خمس دول فقط: تشيلي، أستراليا، بيرو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وروسيا. وتواجه الصناعة تحديات كبيرة تشمل انخفاض درجات الخام، التوترات الجيوسياسية، وفترات تطوير المناجم الطويلة التي تصل إلى 25 عاماً.
يشير تقرير UNCTAD إلى أن تلبية الطلب المتوقع على النحاس بحلول 2040، الذي يُتوقع أن يرتفع بنسبة 40%، يتطلب إنشاء 80 منجماً جديداً واستثمارات تصل إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
غالبية الدول المنتجة للنحاس تظل مورداً خاماً فقط، حيث تتركز معظم القيمة الاقتصادية في المنتجات المصنعة مثل الأسلاك والأنابيب والألواح، إذ يستخدم نحو 63% من النحاس المصنّع في إنتاج الأسلاك. وتتقدم ألمانيا عالمياً في صادرات أسلاك النحاس، تليها الإمارات، كندا، والولايات المتحدة.
تمثل الصين نحو 60% من واردات خام النحاس وتنتج أكثر من 45% من النحاس المصنّع عالمياً. وقد تضاعفت حصتها في التكرير العالمي ثلاث مرات خلال الثلاثة عقود الماضية لتصل إلى 60% في 2023، ما يجعلها اللاعب الرئيسي في السوق العالمي.
تحاول الدول النامية تعزيز تصنيع منتجات نحاسية ذات قيمة مضافة، لكنها تواجه ما يُعرف بـ“تصعيد الرسوم الجمركية”، حيث تصل الرسوم على المنتجات النهائية مثل الأسلاك والأنابيب إلى 8%، بينما يخضع النحاس المكرر لرسوم أقل من 2%.
كما أصبح إعادة تدوير النحاس جزءاً حيوياً من المعادلة، إذ شكلت نحو 20% من النحاس المصنّع عالمياً في 2023. وتتصدّر الولايات المتحدة وألمانيا واليابان صادرات الخردة، فيما تقود الصين وكندا وكوريا الجنوبية وارداتها.
ويؤكد UNCTAD أن عصر النحاس قد حان، لكنه يحذر من أن استمرار النقص في الإمدادات سيعيق الدول النامية عن الاستفادة الاقتصادية الكاملة، داعياً إلى الاستثمار في تصنيع منتجات نحاسية ذات قيمة مضافة، زيادة إعادة التدوير، وإزالة الحواجز التجارية لتعظيم الفرص الاقتصادية.
