موسكو ترحب باستراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة لترامب

رحب الكرملين اليوم الأحد باستراتيجية الأمن القومي الجديدة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبرها مسؤولو موسكو متوافقة إلى حد كبير مع رؤيتهم، في موقف نادر يعكس توافقًا نسبيًا بين الطرفين بعد عقود من التوترات.
ووصف الكرملين رؤية ترامب بأنها “واقعية مرنة”، مشيرًا إلى أن الوثيقة تدعو الولايات المتحدة لإحياء عقيدة مونرو التاريخية، التي تعتبر نصف الكرة الغربي منطقة نفوذ أمريكية، وتؤكد على ضرورة العمل من أجل استقرار استراتيجي مع روسيا، بما في ذلك التفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما حذرت الوثيقة من أن أوروبا تواجه “محوا حضاريا”.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح للتلفزيون الرسمي الروسي: “التعديلات التي نراها تتوافق في نواح كثيرة مع رؤيتنا”، مضيفًا أن الوثيقة الأمريكية المحدثة حذفت وصف روسيا بأنها تهديد مباشر، وركزت بدلاً من ذلك على ضرورة التعاون لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي، وهو ما اعتبره بيسكوف خطوة إيجابية.
ويعد هذا التوافق بين موسكو وواشنطن نادرًا منذ الحرب الباردة، رغم التعاون المحدود عقب انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وحوادث محددة مثل هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقد شهدت العلاقات توترات متصاعدة مع توسع حلف الناتو وتوترات عهد فلاديمير بوتين، وصولًا إلى الصراعات الأخيرة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
وأشار بيسكوف أيضًا إلى أن الوثيقة الأمريكية الجديدة تتضمن التزامًا بعدم النظر إلى حلف الناتو على أنه تحالف يتوسع باستمرار، واصفًا ذلك بأنه “أمر مشجع”، لكنه حذر من أن ما يسمى بـ”الدولة العميقة” في الولايات المتحدة قد تتبنى رؤية مختلفة عن ترامب.
وتصنف الاستراتيجيات الأمريكية السابقة روسيا كمعتدية تهدد استقرار ما بعد الحرب الباردة، إلا أن الوثيقة الجديدة، بحسب بيسكوف، تشير إلى إمكانية التعاون مع موسكو.
كما ركزت الاستراتيجية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ بوصفها “ساحة معركة اقتصادية وجيوسياسية رئيسية”، مؤكدة على تعزيز القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها لمنع نشوب صراع محتمل مع الصين حول تايوان.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تحركت نحو تعزيز علاقاتها مع آسيا، خاصة الصين، بعد العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها في أوكرانيا، في حين سعت أوروبا لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية.
وأكد ترامب في مارس الماضي لشبكة فوكس نيوز أنه كدارس للتاريخ يعرف أن الولايات المتحدة لا ترغب في تقارب بين روسيا والصين، معتبرًا ذلك تهديدًا محتملًا للأمن العالمي.




