الاقتصادية

من الاستقلال إلى الاستدامة: مسيرة الطاقة في الولايات المتحدة عبر القرون

منذ لحظة إعلان الاستقلال في الرابع من يوليو 1776، انطلقت الولايات المتحدة في رحلة تاريخية طويلة من التطور والتحول عبر جميع قطاعاتها، وكان قطاع الطاقة من أبرز المجالات التي شهدت تحولات جذرية على مدى قرابة ربع قرن.

فقد انتقلت البلاد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية إلى تبني مزيج متنوع يضعها اليوم ضمن أكبر منتجي ومستهلكي الطاقة في العالم.

في بداياتها، كان الخشب هو العمود الفقري لتلبية احتياجات الطاقة في الولايات المتحدة، حيث اعتمد عليه السكان في التدفئة والطهي. واستمر هذا الاعتماد حتى أواخر القرن التاسع عشر، حين بدأ الفحم يتسلم الدور تدريجياً.

و هيمن الفحم على سوق الطاقة بين 1885 و1950، مستخدماً لتشغيل القطارات والمصانع، ثم تحوّل معظم استخدامه إلى توليد الكهرباء منذ منتصف القرن العشرين.

بحلول خمسينيات القرن الماضي، انطلق النفط بقوة ليصبح المصدر الأساسي للطاقة، إذ توسعت استخداماته في قطاعات النقل والصناعة، كما دخل في تصنيع المشتقات المتنوعة كالبنزين والديزل ووقود الطائرات والبروبان، ليصبح أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.

وفي الوقت ذاته، أصبح الغاز الطبيعي ثاني أهم مصادر الطاقة بعد تجاوزه الفحم عام 1958. فقد كان الغاز يُعتبر سابقاً منتجاً ثانوياً مهدرًا، لكنه الآن يشكل ركيزة لا غنى عنها في تدفئة المنازل وتوليد الكهرباء، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من منظومة الطاقة الحديثة.

وفي عام 2024، حققت الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا في إنتاج الطاقة، حيث تجاوز الإنتاج الإجمالي 103 كوادريليونات وحدة حرارية بريطانية، مع زيادة قدرها 1% مقارنة بعام 2023، في دليل على استمرار النمو في هذا القطاع الحيوي.

تطور إنتاج الطاقة بالكوادريليون وحدة حرارية بريطانية (1950–2024)

السنة

الفحم

الغاز الطبيعي الجاف

النفط

الخام

إجمالي الوقود الأحفوري

الطاقة النووية الكهربائية

الطاقة المتجددة

الإجمالي

1950

14.1

6.23

11.4

32.55

0

1.91

34.5

1960

10.8

12.7

14.9

39.86

0.006

1.83

41.7

1970

14.6

21.7

20.4

59.15

0.239

2.29

61.7

1980

18.6

19.9

18.2

58.98

2.739

3.45

65.2

1990

22.5

18.3

15.6

58.52

6.104

3.86

68.5

2000

22.7

19.7

12.4

57.31

7.862

4.09

69.3

2010

22

21.8

11.6

58.16

8.434

5.94

72.5

2020

10.7

35.1

23.6

76.16

8.251

7.45

91.9

2021

11.6

35.8

23.5

77.99

8.131

7.81

93.9

2022

12

37.6

24.9

82.23

8.061

8.32

98.6

2023

11.8

39.2

26.9

86.26

8.099

8.37

103

2024

10.6

39.2

27.5

86.34

8.173

8.79

103

أما الطاقة الكهرومائية، فقد انطلقت صناعيًا منذ عام 1880 في ولاية ميتشجان، مع استخدام الكهرباء لتشغيل مصابيح في مصنع، ما مثل بداية حقيقية للطاقة المتجددة في البلاد.

وخلال العقود الأخيرة، شهدت مصادر الطاقة المتجددة تحوّلات نوعية، ففي 2022 تجاوز استهلاكها الطاقة النووية لأول مرة منذ ثمان وثلاثين عامًا، وفي 2023 تفوقت على الفحم لأول مرة منذ أواخر القرن التاسع عشر.

كما حقق الوقود الحيوي، خاصة الإيثانول الممزوج بالوقود، انتشارًا واسعًا منذ منتصف العقد الماضي، ليصبح المصدر الأعلى استهلاكًا بين مصادر الطاقة المتجددة.

تطور استهلاك الطاقة بالكوادريليون وحدة حرارية بريطانية (1950–2024)

السنة

الفحم

الغاز الطبيعي الجاف

النفط

الخام

إجمالي الوقود الأحفوري

الطاقة النووية الكهربائية

الطاقة المتجددة

الإجمالي

1950

12.3

5.97

13.3

31.6

0

1.91

33.5

1960

9.84

12.4

19.9

42.1

0.006

1.83

43.9

1970

12.3

21.8

29.5

63.5

0.239

2.29

66

1980

15.4

20.2

34.2

69.8

2.739

3.45

76

1990

19.2

19.6

33.5

72.3

6.104

3.86

82.3

2000

22.6

23.8

38.2

84.6

7.862

4.1

96.7

2010

20.8

24.6

35.3

80.7

8.434

5.9

95.1

2020

9.18

31.7

32.3

73.2

8.251

7.29

88.9

2021

10.5

31.7

35.2

77.5

8.131

7.65

93.4

2022

9.89

33.4

35.3

78.5

8.061

8.11

94.8

2023

8.17

33.7

35.4

77.3

8.099

8.19

93.6

2024

7.9

34.2

35.3

77.4

8.173

8.58

94.2

بالإضافة إلى ذلك، شهدت طاقات الرياح والطاقة الشمسية نمواً ملحوظًا، لتتخطى كل منهما استهلاك الطاقة الكهرومائية، ما يعكس تحولًا مهمًا في مزيج الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، تستمر مصادر الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم) في السيطرة، حيث شكلت نحو 82% من إجمالي استهلاك الطاقة في 2024، مقابل 18% فقط للطاقة المتجددة والنظيفة.

هذا المشهد يعكس رحلة الولايات المتحدة من اعتمادها التقليدي على المصادر الأحفورية إلى توجهها المستقبلي نحو استدامة أكبر وكفاءة متزايدة، وسط تحديات وفرص مستمرة في مشهد الطاقة العالمي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى