Bitget Banner
الاقتصادية

محادثات تجارية يابانية-أمريكية تكثف قبيل قمة السبع وسط تصاعد المخاوف من الرسوم الجمركية

كثفت اليابان والولايات المتحدة من وتيرة محادثاتهما التجارية خلال جولة جديدة عُقدت في واشنطن، وذلك في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل انعقاد قمة مجموعة السبع في كندا، والتي من المنتظر أن تشهد اجتماعًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا.

وفي هذا السياق، أجرى كبير المفاوضين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، يوم الجمعة لقاءين منفصلين استغرقا أكثر من ساعتين، أحدهما مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك والآخر مع وزير الخزانة سكوت بيسنت.

و تأتي هذه اللقاءات بعد مكالمة هاتفية بين ترمب وإيشيبا، أكد فيها الأخير استمرار اليابان في حث واشنطن على التراجع عن خطط فرض رسوم جمركية إضافية.

عقب المفاوضات، أوضح أكازاوا أن المحادثات تطرقت إلى قضايا متعددة، من بينها توسيع التجارة الثنائية، وملفات غير جمركية، إلى جانب تعزيز التعاون في مجال الأمن الاقتصادي. ورغم هذا التقدم، امتنع عن تحديد ما إذا كان سيتم الإعلان عن اتفاق خلال قمة السبع المقبلة.

وكان إيشيبا قد أشار في وقت سابق إلى أن الجانبين اتفقا على تسريع المفاوضات بهدف الوصول إلى اتفاق يخدم مصلحة الطرفين، خصوصًا مع تصاعد مخاوف طوكيو من تطبيق زيادات جمركية إضافية على صادراتها الحيوية، وعلى رأسها قطاع السيارات.

تسعى الحكومة اليابانية إلى الحصول على ضمانات مكتوبة من واشنطن لاستثنائها من الرسوم المقترحة، لا سيما أن سياراتها وقطع الغيار تمثل نحو ثلث صادراتها إلى الولايات المتحدة.

ويُعد القطاع من بين الركائز الأساسية للاقتصاد الياباني وللتوظيف، ما يجعل أي تصعيد محتمل في الرسوم تهديدًا مباشرًا للنمو الاقتصادي، الذي يعاني بالفعل من بوادر تباطؤ.

وكانت إدارة ترمب قد فرضت في وقت سابق رسوماً بنسبة 25% على واردات السيارات وقطع الغيار، بالإضافة إلى 50% على واردات الصلب والألمنيوم. كما من المرتقب أن ترتفع الرسوم الجمركية على واردات أخرى من اليابان إلى 24% في 9 يوليو، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

تواجه شركات مثل “تويوتا”، و”هوندا”، و”نيسان”، وغيرها، ضغوطًا مالية متزايدة مع احتمالية تكبدها خسائر تصل إلى أكثر من 19 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية إذا استمرت الرسوم المفروضة.

ورغم مساعي طوكيو لتفادي التصعيد، شدد أكازاوا على أن المفاوضات لا تزال مركزة على التوصل إلى حزمة شاملة، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية.

وفي تطور موازٍ للمفاوضات التجارية، أعلنت إدارة ترمب أنها تقدمت باتفاق مقترح يسمح بإتمام صفقة استحواذ شركة “نيبون ستيل” اليابانية على “يونايتد ستيتس ستيل”، بشرط الالتزام بشروط الأمن القومي الأمريكي.

وقد رحب وزير التجارة الياباني يوجي موتو بالخطوة، معتبراً أنها تعزز الشراكة الصناعية بين البلدين. وتُعد هذه الصفقة دليلاً إضافيًا على اهتمام اليابان بالاستثمار في السوق الأمريكية، حيث تُعد أكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة.

رغم التكهنات، لا تزال الرؤية غير واضحة بشأن توقيت التوصل إلى اتفاق نهائي. فبينما لم تُطرح مسألة تمديد المهلة خلال المحادثات الأخيرة، لمّح وزير الخزانة الأمريكي في تصريحات سابقة إلى إمكانية التمديد بالنسبة للدول التي تتفاوض بـ”نية صادقة”.

وختم أكازاوا تصريحه بتشبيه المفاوضات بحالة ضبابية: “في بعض الأحيان، تنقشع الغيوم فجأة، وأحيانًا تظل معلقة بلا أفق واضح… لذلك من الأفضل تجنب التوقعات المسبقة”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى