لقاء تاريخي بين قيادتي ناسا وروسكوسموس في فلوريدا يعزز التعاون الفضائي
أعلنت وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” عن عقد اجتماع نادر وجهاً لوجه في ولاية فلوريدا بين شون دافي، المدير المؤقت لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، ودميتري باكانوف، رئيس وكالة الفضاء الروسية.
جاء هذا اللقاء وسط محاولة مشتركة لإطلاق طاقم فضائي من فلوريدا إلى محطة الفضاء الدولية، حيث ناقش الطرفان آفاق التعاون المستقبلي حول استكشاف القمر والحفاظ على الشراكة الطويلة الأمد في مجال محطة الفضاء الدولية.
ولم تصدر ناسا أي تصريحات رسمية حول هذا الاجتماع، ولم تكشف عن تفاصيل المحادثات، كما امتنعت عن التعليق على اللقاء الذي يُعد الأول من نوعه بين قيادتي الوكالتين منذ عام 2018.
نشرت “روسكوسموس” عبر تطبيق تيليجرام مقطع فيديو يظهر اللقاء بين دافي وباكانوف في مركز كينيدي الفضائي التابع لناسا، حيث بدا كلاهما محاطًا بفريق العمل، كما ظهر الوفد الروسي خلال فعاليات عدة وهو يتفاعل مع المسؤولين الأمريكيين.
في بيان رسمي، أكدت وكالة الفضاء الروسية أن المباحثات تناولت العمل المشترك في محطة الفضاء الدولية، والتعاون في برامج استكشاف القمر، بالإضافة إلى استكشاف الفضاء العميق، ومواصلة التعاون في مشاريع فضائية أخرى.
رغم ذلك، لم يتم الإفصاح عن تفاصيل محددة حول هذه البرامج أو الخطط المستقبلية.
ويعكس هذا اللقاء احتمال تحسن تدريجي في العلاقات بين برامج الفضاء المدنية في البلدين، التي تأثرت بشكل كبير بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
فقد كانت موسكو تخطط سابقًا للانضمام إلى برنامج “أرتميس” القمري الرائد الذي تقوده ناسا، إلا أن النزاع المسلح فرض عزلة على البرنامج الروسي، مما دفعه إلى التركيز على تعزيز القدرات الفضائية العسكرية، وتوقف معظم المشاريع المشتركة مع الغرب.
وعلى صعيد متصل، زار الوفد الروسي مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في هيوستن قبل يوم من اللقاء، في إشارة إلى استمرار الحوار رغم التوترات السياسية.
على الرغم من التوترات بين واشنطن وموسكو نتيجة الأزمة الأوكرانية، فإن الوكالتين الفضائيتين لا تزالان تحافظان على شراكتهما في رحلات رواد الفضاء والتعاون داخل محطة الفضاء الدولية، والتي تمثل نموذجًا رائدًا للدبلوماسية العلمية التي تجاوزت أكثر من 25 عامًا من العمل المشترك.
