سجّلت الحمضيات المغربية، وعلى رأسها اليوسفي، حضوراً متزايداً في السوق الروسية خلال العام الجاري، بعدما كشفت بيانات الهيئة الفدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا عن ارتفاع لافت في واردات هذا المنتج القادم من المغرب بنسبة 74% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
هذا النمو يضع المغرب بين أبرز موردي هذا الصنف من الحمضيات لروسيا، في ظل تحولات واضحة في مسارات التوريد العالمية.
وبحسب الأرقام الرسمية، قفزت واردات روسيا من اليوسفي المغربي من 18.2 ألف طن لتصل إلى 31.6 ألف طن منذ بداية السنة حتى 23 نونبر.
وفي الوقت نفسه، واصلت جنوب إفريقيا تعزيز موقعها في السوق الروسية، إذ ارتفعت صادراتها من اليوسفي بنسبة 42% متجاوزة 82 ألف طن، بينما سجلت الصين زيادة بلغت 27.5% بأكثر من 78 ألف طن خلال الفترة نفسها.
وعلى النقيض، شهدت واردات اليوسفي من مصر تراجعاً حاداً بنسبة 51% مقارنة بعام 2024، لتنخفض إلى نحو 64 ألف طن، في مؤشر يعكس تغيرات في قدرات التصدير المصرية أو منافسة أشد من مورّدين آخرين.
وأوضحت الهيئة الروسية أن إجمالي واردات اليوسفي بلغت منذ بداية السنة أكثر من 594 ألف طن، متراجعة بنحو 9% على أساس سنوي، رغم دخول أكثر من 120 ألف طن إلى السوق الروسية خلال شهر نونبر وحده.
ويحتل المغرب المرتبة الخامسة ضمن قائمة موردي اليوسفي إلى روسيا بحصة 5%، خلف تركيا التي تستحوذ على 47% من السوق، وجنوب إفريقيا بـ14%، والصين بـ13%، ومصر بـ11%.
من جهتها، أشارت إيرينا كوزي، عضو اتحاد المنتجين والمزارعين في روسيا، إلى أن اليوسفي والكليمانتين المغربية تحظيان بشعبية واسعة لدى المستهلكين الروس، خصوصاً خلال ذروة الاستهلاك الممتدة من نونبر إلى يناير.
ويرى خبراء في السوق أن هذا الإقبال يعزز تنافسية المنتج المغربي، خصوصاً لارتباطه بجودة عالية وموسم إنتاج مناسب للسوق الروسية.
وبحسب مصادر روسية متخصصة، فقد ارتفع الطلب على اليوسفي والماندارين بنسبة 7% خلال عام واحد، بينما صعد متوسط سعر الكيلوغرام بنسبة 17%، بفعل تأثيرات العوامل المناخية في بلدان التوريد، إضافة إلى تحديات النقل وتقلبات سعر صرف الروبل، مما يجعل سوق الحمضيات الروسية أكثر حساسية للتغيرات العالمية.
وبين التحولات في العرض والطلب، يبرز المغرب كلاعب متزايد الأهمية في سوق الحمضيات الروسية، في وقت تستعد فيه موسكو لشتاء يزيد فيه الإقبال على الفواكه الغنية بالفيتامينات، وعلى رأسها اليوسفي.
