الاقتصادية

فول الصويا يتحول إلى سلاح تجاري بين الولايات المتحدة والصين

في خضم الصراع المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة حول التكنولوجيا والمعادن الاستراتيجية، أخذت العلاقات التجارية الزراعية منعطفًا جديدًا، حيث أصبح فول الصويا عنصر ضغط جديد تستخدمه بكين على واشنطن.

أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن الصين لم تستورد أي كمية من فول الصويا الأمريكي خلال سبتمبر الماضي، بعد أن كانت الواردات تصل إلى 1.7 مليون طن في نفس الشهر من العام السابق.

مع انقطاع الإمدادات الأمريكية، لجأت الصين إلى البرازيل والأرجنتين لتعويض نقص المعروض، حيث زادت واردات البرازيل بنسبة 29.9% لتصل إلى نحو 11 مليون طن، بينما قفزت واردات الأرجنتين بنسبة 91.5% إلى 1.17 مليون طن، ما يجعل أمريكا الجنوبية المورد الرئيسي للصين.

يعتبر المزارعون الأمريكيون، خصوصًا في ولايات مثل نبراسكا، الأكثر تضررًا من هذا الانقطاع، إذ يواجهون ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وفوائد القروض مع تراجع الطلب الصيني، ما يهدد بحدوث إفلاسات واسعة.

في محاولات للحصول على دعم حكومي، لجأ بعض المزارعين إلى لقاءات مع المشرعين في نبراسكا وواشنطن، معبرين عن شعورهم بأنهم باتوا مجرد ورقة تفاوض في الصراع التجاري بين القوتين العالميتين.

تدرس الإدارة الأمريكية تقديم حزم دعم تصل إلى 10 مليارات دولار أو أكثر للمزارعين المتضررين، تمويل جزء منها سيكون من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، وفق مصادر مطلعة على خطط الحكومة.

يُحذر الخبراء من فجوة محتملة في الإمدادات بين فبراير وأبريل قبل وصول محصول البرازيل الجديد، ما قد يضغط على السوق الصينية ويؤثر على الأمن الغذائي المحلي.

يقول نيو هايبين، مدير مركز دراسات أمريكا اللاتينية في معاهد شنغهاي: “أصبحت الولايات المتحدة موردًا غير موثوق به”، وهو ما دفع بكين إلى تنويع مصادرها وتقليل الاعتماد على فول الصويا الأمريكي.

أعرب الرئيس الأمريكي ترامب عن رغبته في عودة الصين لاستيراد فول الصويا الأمريكي، مؤكدًا أن الملف سيكون محور محادثاته المقبلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ نهاية الشهر الحالي.

مع استمرار التوترات التجارية وتأجيل أي اتفاق بين الجانبين، يبقى مستقبل المزارعين الأمريكيين غامضًا، بينما تواصل الصين تأمين احتياجاتها الزراعية من مصادر بديلة، ليصبح فول الصويا أكثر من مجرد سلعة زراعية، بل ورقة استراتيجية في النزاع التجاري العالمي.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى