فائض وقود الطائرات يُربك مصافي الصين وسط تباطؤ الطلب وتغير أنماط السفر

تواجه مصافي التكرير الصينية تحديًا جديدًا يتمثل في فائض كبير في معروض وقود الطائرات، نتيجة تباطؤ تعافي حركة الطيران الدولي وتغيرات جوهرية في أنماط التنقل داخل البلاد.
وبحسب بيانات شركة “كبلر”، فإن إمدادات وقود الطائرات في السوق الصينية تجاوزت مستويات الطلب بنحو 40% منذ بداية العام، في وقت ما تزال فيه الرحلات الدولية بعيدة عن وتيرتها المعتادة قبل الجائحة.
هذا الخلل في التوازن يعود جزئيًا إلى بروز بدائل محلية للنقل، أبرزها التوسع السريع في شبكة القطارات فائقة السرعة، إلى جانب توجه شركات الطيران إلى استخدام طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، مما يضغط على توقعات النمو المستقبلي لاستهلاك هذا النوع من الوقود، وفقًا لتحليلات وكالة “بلومبرغ”.
وكان قطاع التكرير الصيني قد استفاد مؤقتًا بعد الجائحة من عودة النشاط الجوي وارتفاع الطلب على وقود الطائرات، لكن هذا التعافي سرعان ما فقد زخمه، لينضم الوقود الجوي إلى قائمة منتجات الطاقة المتضررة، إلى جانب البنزين والديزل اللذين يشهدان بدورهما تباطؤًا في الطلب وضعفًا في هوامش الربح.
في ظل هذه المعطيات، تجد المصافي الصينية نفسها أمام معادلة معقدة تجمع بين تخمة الإنتاج وتقلص الطلب، ما يستدعي إعادة تقييم استراتيجيات الإنتاج والتوزيع لتفادي مزيد من الخسائر في قطاع يواجه ضغوطًا متزايدة.