غيانا تطلق مشروعاً تاريخياً لتحويل طريق «ذا تريل» إلى شريان اقتصادي حديث

يمتد طريق ليندن–ليثيم الشهير، المعروف محلياً باسم «ذا تريل»، لمسافة تقارب 500 كيلومتر عبر الغابات المطيرة والسهول والتلال في غيانا، ويُعد الرابط البري الوحيد بين العاصمة جورج تاون ومدينة ليثيم الحدودية مع البرازيل.
حالياً، يستغرق عبور هذا الطريق الترابي نحو 15 ساعة، لكن الحكومة أطلقت مشروعاً طموحاً لتحويله إلى طريق سريع عصري يشمل بناء نحو 50 جسراً، بتكلفة تقدّر بنحو مليار دولار، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2030.
أكد وزير الأشغال العامة، خوان إدغيل، أن المشروع سيكون «مغيراً لقواعد اللعبة»، إذ سيوفر وصولاً مباشراً إلى جسر تاكوتو المؤدي لشمال البرازيل، مفتحاً بذلك سوقاً يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، أي أكثر من 20 ضعف عدد سكان غيانا البالغ نحو 800 ألف نسمة.
كما سيرتبط الطريق بميناء «بالمايرا» البحري العميق الجاري إنشاؤه قرب الحدود مع سورينام، ما سيقلّص زمن وصول البضائع من البرازيل من 21 يوماً عبر الأمازون إلى نحو يومين فقط.
بالنسبة لسائقي الشاحنات مثل رامديال متليش، الذين اعتادوا العمل على الطريق منذ سن الخامسة عشرة، فإن المشروع سيخفف كثيراً من صعوبات التنقل، مثل الطين في موسم الأمطار والغبار في موسم الجفاف، وعبور الأنهار بواسطة عبارات بدائية قبل بناء الجسور الحديثة.
كما يُنظر إلى المشروع كفرصة لتحسين حياة العمال وتمكينهم من التنقل دون اضطرار لترك أسرهم لفترات طويلة.
إلى جانب الفوائد الاقتصادية، يكتسب الطريق أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يسهل الوصول إلى إقليم إيسيكويبو الغني بالنفط والمعادن، الذي تديره غيانا منذ عقود ويشهد نزاعاً مستمراً مع فنزويلا.
وأشار إدغيل إلى أن «إيسيكويبو جزء من غيانا.. وهو موطن السكان الأصليين ومركز التعدين والنشاطات الحرجية الكبرى».
في بلدة كوروبوكاري، تنظر سيدة الأعمال ميشيل فريدريكس بتفاؤل نحو المستقبل، رغم أن مشروع الجسور سيمر فوق كشكها الحالي.
وقالت: «الكثير من التطوير قادم.. أخطط لتحويل نشاطي نحو السياحة مع تزايد عدد الزوار، بعد أن سيصبح السفر من جورج تاون إلى هنا أربع ساعات فقط». وأضافت مبتسمة: «لا يمكنك مقاومة التقدم.. هذه هي الحياة».