غوغل تتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي مع إطلاق نموذج جيميني 3

في خطوة مفاجئة هزت عالم الذكاء الاصطناعي، أظهرت غوغل قوتها التنافسية بإطلاق نموذج “جيميني 3″، مما دفع كبار اللاعبين في القطاع إلى مراقبة تقدم الشركة عن كثب.
وقالت شركة إنفيديا، الرائدة في تصنيع وحدات معالجة الرسوميات، في تصريحات على منصة “إكس” إن نجاح غوغل يعكس تقدماً كبيراً في الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى استمرار تعاونها مع غوغل في تزويدها بتقنياتها، وأضافت أن شرائحها تظل أكثر مرونة مقارنة بالدوائر المتكاملة المخصصة التي تنتجها غوغل.

كما أشاد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، بنموذج جيميني 3 واصفاً إياه بأنه “نموذج رائع”، في حين وصف مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس، التطورات بأنها “طفرة مذهلة في السرعة والدقة وإنتاج الصور والفيديو”، معتبراً أن العالم يشهد تحولاً جديداً بفضل هذه التقنيات.
وتشير تقارير إلى أن شركة ميتا تجري مفاوضات لشراء شرائح Tensor من غوغل، في حين أعلنت شركة أنثروبك في أكتوبر الماضي عن خطط لتوسيع استخدام تقنيات غوغل. انعكس الإعلان على الأسواق المالية بارتفاع أسهم غوغل نحو 8% وتراجع أسهم إنفيديا بنحو 2%.
ليست غوغل جديدة على الذكاء الاصطناعي؛ فهي من رواد تطوير روبوتات الدردشة وتوفر خدمات سحابية واسعة النطاق. ومع ذلك، دفعتها المنافسة مع ChatGPT من أوبن إيه آي إلى تعزيز قدراتها، حتى وصل عدد مستخدمي جيميني حوالي 650 مليون مستخدم شهرياً، مقارنة بنحو 800 مليون أسبوعياً لمستخدمي ChatGPT.

واكتسب جيميني 3 شهرة واسعة منذ إطلاقه في 18 نوفمبر، متفوقاً في توليد النصوص، وتحرير الصور والفيديو، وتحويل النصوص إلى صور، ما جعله يتصدر اختبارات الأداء في هذه المجالات.
يشير خبراء الصناعة إلى أن تصدر جيميني 3 لا يعني بالضرورة سيطرة غوغل المطلقة، فالمستخدمون يعتمدون على نماذج متعددة لأغراض مختلفة، مثل xAI وPerplexity، التي تتفوق في بعض اختبارات البحث.
تظل إنفيديا المسيطرة على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي بفضل مرونة شرائحها وارتفاع مبيعاتها بنسبة 62% على أساس سنوي، في حين تُصمم شرائح Tensor الخاصة بغوغل لأغراض محددة، ما يجعلها أقل مرونة.
ومع ذلك، فإن استخدام غوغل المتزايد لـASICs يعكس رغبة الشركات في تنويع خياراتها وتقليل الاعتماد على إنفيديا.
ويؤكد الخبراء أن غوغل جزء من منظومة أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن التوازن بين مختلف الشركات والمبتكرين هو ما سيحدد مستقبل السباق التقني أكثر من السيطرة المطلقة لأي شركة واحدة.



