عائلة ترامب تدخل عالم العملات الرقمية بمشروع مثير للجدل

أطلقت عائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروعها الجديد في مجال العملات المشفرة تحت اسم “وورلد ليبرتي فاينانشيال” (World Liberty Financial)، مطروحة عملتها الرقمية WLFI للبيع يوم الاثنين، ما أضاف نظريًا نحو 5 مليارات دولار إلى ثروة العائلة.
إلا أن العملة شهدت تراجعًا سريعًا في يومها الأول، حيث انخفض سعرها من أكثر من 0.30 دولار عند الافتتاح إلى 0.20 دولار لاحقًا.
وبحسب بيانات CoinMarketCap، تم تداول نحو مليار دولار من هذه العملة خلال الساعة الأولى فقط من بدء التداول، ما دفع القيمة السوقية للعملة إلى حوالي 7 مليارات دولار، لتحتل المرتبة 31 عالميًا من حيث حجم التداول وفق بيانات CoinGecko.
المشروع، الذي أُطلق العام الماضي، يعتمد على منصة تمويل لامركزي (DeFi) وأطلق أيضًا عملة مستقرة مربوطة بأصل محدد للحفاظ على استقرار السعر.
ومنذ البداية، حققت العائلة نحو 500 مليون دولار من المشروع، وفق حسابات “رويترز” المبنية على المعاملات المعلنة وبيانات شركات تحليل العملات المشفرة.
كما أظهرت بيانات وول ستريت جورنال أن حيازة العائلة لما يقارب ربع عملات World Liberty أضاف نحو 5 مليارات دولار إلى ثروتهم.
ويُذكر أن ترامب نفسه، المُلقب “المؤسس الشرفي”، يمتلك حصة غير محددة من العملات، لكنه ممنوع من بيعها، مثل أبنائه وأعضاء الفريق الآخرين، وفق لوائح المشروع. ومع ذلك، سمحت الشركة للمستثمرين الأوائل ببيع ما يصل إلى 20% من ممتلكاتهم، ما وفر لهم سيولة جزئية وفرصة لتحقيق أرباح سريعة.
في البداية، كانت العملات مخصصة لمنح مالكيها حق التصويت على تغييرات في المشروع، مثل تعديل الشيفرة الأساسية، دون إمكانية التداول. لكن فتحها للتداول أثار نشاط المضاربة، وجذب منصات كبرى مثل Binance وOKX وBybit، ما زاد من الاهتمام بين المستثمرين.
مع ذلك، أثارت خطوة دخول عائلة ترامب إلى الكريبتو انتقادات من بعض أعضاء الحزب الديمقراطي وخبراء الأخلاقيات، معتبرين أن المشروع يمثل تضارب مصالح محتمل، خصوصًا مع دور ترامب السابق في تشكيل الإطار التنظيمي للعملات الرقمية بالولايات المتحدة.
رغم الجدل، أكد البيت الأبيض أن أصول ترامب موضوعة في صندوق استئماني تديره أبناؤه، وأنه لا توجد تضاربات مصالح مباشرة بين سياساته ومشاريعه التجارية.
يبقى مشروع World Liberty Financial موضوع نقاش سياسي واقتصادي، حيث يجمع بين الطموحات المالية لعائلة ترامب والتحديات التنظيمية للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، مما يجعله تجربة فريدة بين الاستثمار والمضاربة السياسية.