الاقتصادية

طفرة كهربائية مرتقبة في أمريكا مدفوعة بالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة

تستعد الولايات المتحدة لدخول مرحلة جديدة من الطلب القياسي على الكهرباء خلال عامي 2025 و2026، في ظل تحولات كبرى يشهدها الاقتصاد الأمريكي نحو الرقمنة والطاقة النظيفة.

فقد كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، في تقريرها الشهري للتوقعات قصيرة الأجل، أن الاستهلاك الوطني للكهرباء مرشح للوصول إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعاً بمزيج من العوامل التقنية والاقتصادية.

وبحسب التقرير، فإن توسّع مراكز البيانات، خاصة تلك المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعدين الرقمي للعملات المشفرة، يشكل القوة الدافعة الرئيسية وراء هذه القفزة في الطلب.

كما يساهم انتقال المزيد من الأسر والشركات إلى الاعتماد على الكهرباء في التدفئة والنقل بدلاً من الوقود الأحفوري، في تعزيز الاستهلاك بشكل مستمر.

وتقدّر الإدارة أن يبلغ الطلب على الكهرباء حوالي 4199 مليار كيلوواط/ساعة في 2025، ليرتفع مجدداً إلى 4267 مليار كيلوواط/ساعة في 2026، مقارنة بالرقم القياسي المسجل في العام الماضي والذي بلغ 4110 مليارات كيلوواط/ساعة.

وعلى صعيد القطاعات، يُتوقع أن تحقق مبيعات الكهرباء نمواً عبر الاستخدامات السكنية والتجارية والصناعية على حد سواء. لكن اللافت، وفق التقرير، هو التحول الملموس في مزيج إنتاج الطاقة: إذ ستتراجع حصة الغاز الطبيعي إلى نحو 40% خلال عامي 2025 و2026، مقارنة بـ 42% العام الماضي، في حين ستتوسع حصة الطاقات المتجددة لتصل إلى 25% على الأقل، مقابل نحو 22% سابقاً. كما ستشهد الطاقة النووية تراجعاً طفيفاً في مساهمتها.

هذه المؤشرات تعكس — وفق الخبراء — مساراً واضحاً نحو شبكة كهربائية أكثر نظافة، لكن في الوقت نفسه أكثر طلباً وتعقيداً، ما يضع أمام السلطات الفيدرالية وشركات الطاقة تحديات ضخمة في مجالات البنية التحتية والاستثمار والتخطيط الاستراتيجي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى