العملات الرقمية

طفرة تاريخية في مشتقات العملات الرقمية تعكس تصاعد الحضور المؤسسي

عرفت سوق العملات المشفّرة خلال الفترة الأخيرة تحولًا لافتًا، مع بلوغ تداول مشتقات الأصول الرقمية مستويات غير مسبوقة، في مؤشر واضح على نضج السوق وتسارع اندماجها في المنظومة المالية العالمية.

ويأتي هذا التطور بالتوازي مع تنامي الدور المؤسسي، وتوسع استخدام تقنيات ترميز الأصول عبر البلوكشين، إضافة إلى عودة الزخم إلى شبكات التوسعة، وعلى رأسها شبكة Arbitrum.

ووفق معطيات حديثة صادرة عن منصة CoinGlass، قفز إجمالي حجم تداول مشتقات العملات الرقمية إلى نحو 85.7 تريليون دولار خلال عام 2025، بمتوسط تداول يومي ناهز 264.5 مليار دولار، وهو ما يعكس اتساع قاعدة المتعاملين وارتفاع وتيرة النشاط مقارنة بالأعوام السابقة.

وتربعت منصة بينانس على صدارة هذا المشهد، بعدما سجلت حجم تداول تراكميًا بلغ 25.09 تريليون دولار، مستحوذة وحدها على قرابة 29.3% من إجمالي التداولات العالمية في سوق المشتقات. وبمعنى آخر، فإن ما يقرب من 30% من السيولة المتداولة عالميًا تمر عبر المنصة.

تلتها منصات OKX وBybit وBitget، التي راوحت أحجام تداولها السنوية بين 8.2 و10.8 تريليون دولار لكل منصة، ما جعل هذه المنصات الأربع تهيمن مجتمعة على أكثر من 62% من الحصة السوقية.

وأشار التقرير إلى أن توسع الأدوات الاستثمارية الموجهة للمؤسسات، مثل صناديق المؤشرات المتداولة الفورية، والعقود الآجلة، وخيارات التداول المتوافقة مع الأطر التنظيمية، لعب دورًا محوريًا في إعادة رسم ملامح السوق.

وفي هذا السياق، واصلت بورصة شيكاغو التجارية (CME) تعزيز مكانتها، لتصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق عقود بيتكوين المفتوحة، مدعومة بإقبال متزايد من المستثمرين المؤسسيين.

ويعكس هذا المسار، بحسب مراقبين، انتقال سوق العملات الرقمية من مرحلة المضاربات الفردية إلى فضاء أكثر تنظيمًا وعمقًا، تقوده المؤسسات المالية الكبرى وتدعمه بنية تحتية أكثر تطورًا، ما قد يفتح آفاقًا جديدة لنمو هذا القطاع خلال السنوات المقبلة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى