ضعف الدولار ينعش أسواق الحبوب… وعقود القمح ترتد صعودًا

سجّلت أسواق الحبوب العالمية، اليوم الخميس، موجة صعود ملحوظة بقيادة عقود القمح، مدفوعة بتراجع الدولار الأميركي الذي أعاد بعض الزخم للسلع الزراعية بعد خسائر الجلسة السابقة.
وجاء هذا التعافي رغم الضغوط التي سببتها التقديرات الجديدة لوزارة الزراعة الأميركية (USDA)، والتي أشارت إلى وفرة أكبر في الإمدادات العالمية خلال الموسم الجاري.
تمكنت عقود القمح من الارتفاع بعد هبوط يقارب 1% أمس الأربعاء، وهو التراجع الذي جاء عقب رفع وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها للإنتاج في عدد من كبار الدول المصدرة، مثل روسيا وأستراليا وكندا. كما رفعت الوزارة تقديراتها لمخزونات نهاية الموسم بنحو 3.4 ملايين طن، ما عزز توقعات تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
لكن ضعف الدولار أعاد التوازن، حيث تراجع مؤشره بنسبة 0.1% اليوم بعد انخفاضه 0.4% في الجلسة السابقة إثر قرار الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة. ويسهم تراجع العملة الأميركية في جعل السلع المقومة بالدولار أرخص نسبياً للمستوردين، ما يميل إلى دعم الطلب.
وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الزراعة الأميركية إبرام صفقات كبيرة لفول الصويا، شملت مبيعات بـ136 ألف طن متري للصين، و331 ألف طن لوجهات غير معلنة، إضافة إلى 120 ألف طن من كسب الصويا المتجه إلى بولندا.
ورغم النشاط التجاري، تشير البيانات إلى أن الصين لا تزال بعيدة عن تحقيق المستوى الذي وعدت به نهاية العام، إذ اشترت حتى الآن نحو 6 ملايين طن فقط من فول الصويا الأميركي، مقارنة بـ12 مليون طن كانت واشنطن تتوقعها، بحسب محلل StoneX آرلان سودرمان.
وفي الوقت نفسه، يقترب موسم حصاد فول الصويا في البرازيل من الانطلاق، وسط توقعات بإنتاج قياسي. غير أن محللي مؤسسة LSEG أشاروا إلى أن الأمطار الغزيرة عطلت الزراعة في أجزاء من البلاد، ما قد يؤخر وصول الإمدادات إلى الأسواق.
وفي تعليق على وضع السوق، قال توبيِن غوري، مؤسس شركة Cornucopia للاستشارات، إن أسعار القمح مرشحة للتحرك ضمن نطاق محدود خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن مراكز المستثمرين أصبحت أكثر حيادية.
وأوضح أن استمرار تدفق صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا يجعل تأثير أي مؤشرات للتهدئة بين الطرفين محدوداً على الأسعار.
اختتمت العقود الآجلة تداولات اليوم على ارتفاعات متفاوتة في معظم الحبوب:
الذرة: صعود عقود مارس بنسبة 0.5% إلى 4.46 دولار للبوشل.
الصويا: عقود يناير ارتفعت 0.2% إلى 10.93 دولار للبوشل.
القمح: عقود مارس حققت أكبر مكاسب بصعود 0.9% لتصل إلى 5.33 دولار للبوشل.
تكشف تحركات اليوم عن سوق يتأرجح بين ضغوط الإمدادات الوفيرة عالمياً ودعم مؤقت يأتي عبر بوابة تراجع الدولار. وبينما تتطلع الأسواق إلى بيانات الطقس والإنتاج، تبقى سياسات الفيدرالي الأميركي لاعباً محورياً قد يغيّر اتجاهات الأسعار خلال الفترة المقبلة.




