صعود رقائق جوجل في عالم الذكاء الاصطناعي.. منافسة جديدة وإنفاق بمليارات الدولارات

بينما تسيطر رقائق “إنفيديا” على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، بدأت رقائق “جوجل” المعروفة باسم “TPUs” تفرض وجودها، محوّلة نفسها إلى أداة رئيسية لتدريب وتشغيل النماذج الذكية المعقدة، ومحدثة تحوّلًا في توازن القوى داخل هذا القطاع سريع التطور.
بدأت قصة “TPUs” في عام 2013، عندما كشف كبير علماء “جوجل”، جيف دين، أن تطوير ميزة البحث الصوتي سيستلزم توسعات ضخمة في مراكز البيانات بتكاليف باهظة.
وقال دين: “إذا استخدم مئات الملايين البحث الصوتي ثلاث دقائق يوميًا، فسيتعين علينا مضاعفة حجم مراكز البيانات لتلبية الطلب، وهو ما قد يكلف الشركة عشرات المليارات مع فواتير الطاقة الكبيرة”.
لمواجهة هذه التحديات، شرع فريق صغير داخل “جوجل” بتطوير أولى رقائق “TPUs” لتسريع العمليات وتقليل استهلاك الطاقة، وهو ما مكّن الشركة بحلول 2015 من تحسين أداء البحث الصوتي بشكل كبير.

منذ ذلك الحين، طورت “جوجل” الرقائق سنويًا تقريبًا، ودمجتها في العمليات الأساسية للشركة، من البحث والإعلانات إلى “يوتيوب”، قبل أن تصبح الأساس لتشغيل مشروع “جيميناي” بجميع نماذجه.
على الرغم من أن “TPUs” أقل شهرة مقارنة بمعالجات “GPUs” من “إنفيديا”، إلا أنها جذبت مؤخرًا صفقات بمليارات الدولارات مع شركات ذكاء اصطناعي كبرى، حيث اشترت “أنثروبيك” الرقائق بمبالغ ضخمة، بينما تجرى “ميتا” محادثات لاقتناء هذه التكنولوجيا.
ويتوقع محللو “مورغان ستانلي” أن تنتج شركة “تي إس إم سي” التايوانية 3.2 مليون رقاقة “TPUs” العام المقبل، لترتفع إلى 5 ملايين في 2027 و7 ملايين في 2028.
ويقدر البنك الأمريكي أن بيع كل 500 ألف وحدة خارجيًا قد يولّد لشركة “ألفابت” إيرادات تصل إلى 13 مليار دولار، مع توقعات بأن صفقات مستقبلية قد تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار خلال السنوات القادمة.

رغم قدرة كلا النوعين على معالجة العمليات الحسابية الضخمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، تتميز “TPUs” بتصميمها المخصص للتعلم الآلي، على عكس رقائق “إنفيديا” المصممة لأغراض عامة تشمل عرض الرسومات وألعاب الفيديو، ما يمنح جوجل تفوقًا في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
أطلقت “ألفابت” منصة “JAX AI Stack”، التي تعتمدها شركات مثل “أنثروبيك” و”إكس إيه آي”، مستفيدة من تصميمها المرن لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، في منافسة مباشرة لمنصة “كودا – CUDA” التابعة لإنفيديا، التي يعتمد عليها معظم المطورين حول العالم.
رغم التطورات الجديدة، ترى “فوربس” أن إنفيديا لا تزال محتفظة بهيمنتها على سوق الرقائق بفضل نطاق استخداماتها الواسع، فيما تعتمد “جوجل” استراتيجية مزدوجة المسار: تطوير رقائقها الخاصة للاستفادة من قوتها المتميزة، مع الاستمرار في استخدام رقائق إنفيديا للأغراض الأخرى.




