شركة سانلام المغرب تطلق أول تأمين صحي للكلاب والقطط

في خطوة غير مسبوقة تعكس تغيراً ثقافياً واجتماعياً، كشفت شركة “سانلام المغرب” عن إطلاق أول منتج تأميني مخصص للكلاب والقطط تحت اسم “أسور كلاب وقطط”.
هذه المبادرة تمثل نقطة تحول في النظرة إلى الحيوانات الأليفة بالمغرب، حيث بدأت تُعامل كأفراد يستحقون العناية والحماية الصحية، لكنها في الوقت ذاته أثارت تساؤلات حول مدى ملاءمة هذا التطور مع واقع المجتمع المغربي وتحدياته الاقتصادية والاجتماعية.
جاء هذا العرض التأميني استجابةً للطلب المتزايد من مالكي الحيوانات الأليفة، خاصة في المدن الكبرى، الذين يواجهون صعوبات متزايدة مع ارتفاع تكاليف العلاج البيطري.
و يوفر التأمين تغطية شاملة تشمل زيارات الطبيب البيطري للفحوصات الروتينية والطوارئ، التكاليف الطبية والجراحية، التلقيحات، علاجات مكافحة الطفيليات، بالإضافة إلى الدعم النفسي لأصحاب الحيوانات في حال فقدان حيواناتهم، وحتى إمكانية توفير حيوان بديل.
وبررت “سانلام المغرب” هذه المبادرة بالتغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع، حيث باتت الكلاب والقطط تمثل جزءاً لا يتجزأ من العائلة، وليس مجرد حيوانات منزلية، الأمر الذي يستدعي توفير حماية صحية مناسبة تعكس هذه العلاقة العاطفية.
مع ذلك، لم يخلو الإعلان من الجدل، فبينما رأى البعض في هذه الخطوة تقدماً حضارياً يعكس تطور الوعي المجتمعي بضرورة الرفق بالحيوان وحقوقه، شكك آخرون في الأولويات التي تعكسها هذه المبادرة في ظل وجود احتياجات إنسانية ملحّة مثل ضعف التغطية الصحية للبشر وتفاوتات اجتماعية حادة.
ويشير الناشطون الحقوقيون إلى أهمية تحسين الخدمات البيطرية والتنظيم القانوني لتجارة الحيوانات الأليفة ومحاربة الإهمال والعنف، معتبرين أن التأمين خطوة إيجابية، لكنها قد تظل حكراً على فئات قادرة مادياً، مما يثير نقاشاً حول إمكانية تعميم مثل هذه الخدمات مستقبلاً.
في النهاية، تعكس مبادرة “سانلام المغرب” واقعاً متغيراً في العلاقة بين المغاربة وحيواناتهم الأليفة، وتطرح تساؤلات مهمة حول مفهوم الرعاية والاهتمام في مجتمع يعيش تباينات اجتماعية واقتصادية، ما يجعلها موضوعاً حيوياً للنقاش حول التوازن بين التقدم الاجتماعي والواقع الاقتصادي.