الاقتصادية

شركات التصنيف الاستثماري تجمع 70 مليار دولار من سوق السندات الأميركية

شهدت أسواق الدين الأميركية هذا الأسبوع نشاطاً غير مسبوق من جانب الشركات ذات التصنيف الاستثماري، إذ جمعت نحو 70 مليار دولار عبر إصدارات سندات، متجاوزة التوقعات للأسبوع الأول من شتنبر الذي جاء مختصراً بسبب عطلة عيد العمال، مستفيدة من بقاء تكاليف الاقتراض قرب مستوياتها التاريخية المنخفضة.

وبحسب مشاركين في السوق، فقد طرحت 54 جهة إصدار أوراقاً مالية بقيمة تزيد عن 67 مليار دولار حتى افتتاح السوق يوم الجمعة، مقارنة بتقديرات أولية عند نحو 60 مليار دولار.

وكان يوم الثلاثاء الأكثر ازدحاماً، حيث جمعت 28 شركة ما يقارب 43.3 مليار دولار، وهو ما اعتُبر من أكثر الأيام ازدحاماً تاريخياً في سوق السندات عالية الجودة بعد عطلة عيد العمال.

بلير شويدو، رئيس مبيعات وتداول السندات عالية الجودة في بنك “يو إس” بولاية كارولاينا الشمالية، قال إن حجم الصفقات فاق التوقعات، لافتاً إلى أن اللافت هذه المرة هو التنوع وكثرة الإصدارات الصغيرة بدلاً من الصفقات الضخمة المعتادة.

أكبر عملية هذا الأسبوع جاءت من شركة ميرك للأدوية، التي أصدرت سندات من ست شرائح بقيمة 6 مليارات دولار لتمويل صفقة استحواذها على “فيرونا فارما” البالغة 10 مليارات دولار.

تلتها صفقة شركة سيجنا للتأمين الصحي بقيمة 4 مليارات دولار لإعادة تمويل قرضها الأجل وتمويل احتياجات عامة.

من ناحية التسعير، بقيت فروق العوائد على السندات عالية الجودة قريبة من مستوياتها الأكثر ضيقاً تاريخياً، إذ بلغ متوسطها 79 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأميركية، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها عند 75 نقطة أساس في منتصف غشت .

ويرى محللون أن تكاليف الاقتراض قد تنخفض أكثر إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يومي 16 و17 شتنبر .

وتشير عقود الفائدة الآجلة إلى احتمال بنسبة 88% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مقابل 12% لاحتمال خفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس، خاصة بعد بيانات التوظيف الأميركية التي جاءت مخيبة للآمال بإضافة 22 ألف وظيفة فقط الشهر الماضي.

وقالت ناتالي تريفيثيك، رئيسة قسم الائتمان الاستثماري في “بايدن آند ريجل” لإدارة الأصول في لوس أنجليس: “مرحلة التيسير النقدي من جانب الفيدرالي توفر بيئة مواتية للشركات، وقد تساهم أيضاً في تعزيز النمو الاقتصادي”، مضيفة أن هذه الظروف قد تُبقي فروق أسعار سندات الشركات ضيقة لفترة أطول، وربما تدفعها للتراجع أكثر.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى