شركات التأمين الأمريكية تعيد اعتماد استراتيجيات استثمارية على طراز القرن العشرين
أوضح “فيل شيريل”، رئيس وحدة التأمين في مجموعة “بلاكستون”، أن شركات التأمين الأمريكية بدأت تتبنى استراتيجيات استثمارية تشبه تلك التي اتبعت في أوائل القرن العشرين، من خلال ضخ رؤوس أموال ضخمة في الائتمان الخاص ومشروعات طويلة الأجل يصعب تصفيتها.
وفي مقابلات مع وكالة “بلومبرج”، قال شيريل إن هذا التوجه يذكّر بالاستثمارات الكبرى التي سبقت الكساد الكبير في عشرينيات القرن الماضي، مثل تمويل مبنى “إمباير ستيت” عام 1929 عبر قروض مباشرة من شركات التأمين.
وأضاف أن الشركات اليوم توجه استثماراتها نحو مشروعات مماثلة تشمل مراكز البيانات، ومصانع الرقائق الإلكترونية، والبنية التحتية للطاقة، مستفيدة من التدفقات النقدية الضخمة الناتجة عن الإقبال المتزايد على منتجات التأمين على الحياة والمعاشات.
وأظهرت بيانات “كريديت سايتس” أن شركات التأمين الأمريكية خصصت نحو ثلث أصولها البالغة 5.6 تريليون دولار للائتمان الخاص في العام الماضي، مقارنة بـ22% قبل عشر سنوات، مما يعكس اتجاهاً متنامياً نحو الأصول طويلة الأجل وغير السائلة التي تتماشى مع التزاماتها المستقبلية المستقرة، على عكس البنوك التي تواجه طلبات سحب فورية للودائع.
وأشار شيريل إلى أن “بلاكستون” تفضل التعاون مع شركات التأمين عبر نموذج الشراكة بدلاً من تملكها، بهدف التركيز على تقديم أداء استثماري قوي دون التنافس على رؤوس الأموال، معتبراً أن هذا النهج يخدم العملاء على المدى الطويل ويعزز الاستدامة المالية.
