الاقتصادية

شتاء مظلم ينتظر الأوكرانيين.. تدمير واسع لشبكة الغاز وتراجع حاد في الإنتاج بفعل القصف الروسي

تتجه أوكرانيا نحو أحد أصعب فصول الشتاء منذ اندلاع الحرب، مع تحذيرات رسمية من تدهور خطير في قدرة البلاد على تأمين حاجاتها من الغاز والتدفئة.

فقد كشف سيرغي كوريتسكي، المدير التنفيذي لشركة نافتوغاز الحكومية، أن الضربات الروسية الأخيرة ألحقت «دماراً واسعاً» بالبنية التحتية للغاز، ما ينذر بموسم شتوي «أكثر قسوة» على السكان.

كوريتسكي أوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن وتيرة الهجمات ارتفعت بشكل حاد منذ مطلع أكتوبر، أي قبل بدء موسم التدفئة، مشيراً إلى أنّ «مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة» استهدفت مرافق إنتاج وتوزيع الغاز، لتتحول هذه المنشآت إلى الهدف الأكبر للغارات الروسية بعد محطات الكهرباء.

وتسببت الضربات المتواصلة في تدمير أجزاء كبيرة من شبكة الغاز، وأدّت إلى انخفاض كبير في الإنتاج المحلي الذي كان يغطي نحو 80% من احتياجات البلاد قبل الحرب.

ووفقاً لمدير نافتوغاز، فإن الأضرار المالية تُقدَّر بـ 1.1 مليار دولار، بينما قد يستغرق إصلاح بعض المواقع ما يصل إلى عامين بسبب الحاجة إلى قطع غيار تُصنع خصيصاً في أوروبا والولايات المتحدة.

الهجمات، التي غالباً ما تُنفّذ خلال ساعات الليل، تُخلّف انقطاعات متكررة في الكهرباء والتدفئة والمياه الساخنة، ما يحرم مئات الآلاف من الأوكرانيين من أبسط الخدمات الأساسية، وتعتبر كييف وحلفاؤها هذا التكتيك محاولة روسية لكسر صمود المدنيين بعد أربع سنوات من حرب شاملة.

كوريتسكي أكد أن موسكو تستخدم صواريخ بالستية وكروز يصعب على الدفاعات الجوية اعتراضها، مشدداً على أن حماية بعض المنشآت الكبيرة «أمر مستحيل عملياً».

وخلال جولة لصحافيين من وكالة فرانس برس في موقع تعرض للقصف، ظهرت خزانات مدمّرة ومساحات واسعة من الركام، في مشهد يعكس حجم الأضرار التي وصفها المسؤول الأوكراني بأنها «كبيرة جداً».

ويتوقع كوريتسكي أن يكون إنتاج الغاز في 2025 «أقل بكثير» من مستوى 13.9 مليار متر مكعب المسجّل هذا العام، ما قد يضطر كييف إلى زيادة وارداتها، بعدما اضطرت العام الماضي لاستيراد 4 مليارات متر مكعب إضافية بكلفة ملياري دولار.

ويأتي هذا الوضع المتدهور في وقت تشير تقارير اقتصادية إلى أن نصف الإنتاج الوطني من الغاز توقف بسبب الضربات الروسية، بينما تتحرك دول الاتحاد الأوروبي نحو تشديد العقوبات على موسكو، حيث توصّلت مؤخراً إلى اتفاق على حظر واردات الغاز الروسي بالكامل بحلول خريف 2027، في خطوة تهدف إلى تقليص الموارد التي تعتمد عليها روسيا في تمويل عملياتها العسكرية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى