سيتي غروب: العرض الأوكراني لمبادلة ضمانات الناتج المحلي «الأكثر جاذبية حتى الآن»
في تطور لافت في مسار إعادة هيكلة ديون أوكرانيا، أكد بنك سيتي غروب في مذكرة صدرت يوم الجمعة أن العرض الأخير الذي قدمته كييف لمبادلة ضمانات الناتج المحلي الإجمالي بسندات جديدة يمثل «تحسّنًا كبيرًا» مقارنة بالمقترحات السابقة، مرجحًا أن يحظى العرض باهتمام واسع بين الدائنين.
وكانت أوكرانيا قد كشفت يوم الاثنين عن مبادرة لمبادلة 2.6 مليار دولار من الضمانات المرتبطة بالناتج المحلي بسندات جديدة من الفئة «سي»، في محاولة حاسمة لإنهاء حالة التخلف عن سداد الديون التي نجمت عن الغزو الروسي عام 2022.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها عنصرًا أساسيًا في خطة البلاد لاستعادة استقرارها المالي وسط استمرار الحرب.
ورغم أن مجموعة رئيسية من الدائنين أعلنت يوم الخميس أنها غير مستعدة لدعم الخطة في الوقت الحالي، فإنها أشارت إلى استمرار المفاوضات مع الحكومة وإصدار بيان جديد قريبًا، ما يعكس استمرار النقاشات حول تفاصيل العرض.
أوضح نيكولا أبوستولوف، الخبير الاستراتيجي للأسواق الناشئة في سيتي غروب، أن شروط المقترح الأحدث تمنح حاملي الضمانات قيمة أعلى بنحو 15 نقطة مئوية مقارنة بالعروض السابقة، معتبرًا أن سندات الفئة «سي» توفر مستوى أكبر من الحماية وقيمة استرداد أفضل.
وقال أبوستولوف في مذكرته:
«نرى أن حزمة سندات الفئة (سي) أكثر جاذبية بكثير، ونتوقع مشاركة واسعة من حاملي الضمانات.»
وقد شهدت سندات الضمان ارتفاعًا تجاوز 5 سنتات بعد الإعلان عن العرض الجديد هذا الأسبوع، قبل أن تتراجع عقب بيان الدائنين يوم الخميس، لتستقر يوم الجمعة عند 100.63 سنتًا مقابل الدولار، وفقًا لبيانات منصة “تريد ويب”.
تُعد سندات الضمان هذه من الأدوات المالية المعقدة والمكلفة، إذ ترتبط مدفوعاتها بأداء الناتج المحلي الإجمالي، وقد جرى إصدارها خلال إعادة هيكلة ديون أوكرانيا عام 2015.
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، يمكن أن تقفز قيمة المدفوعات إلى 6 مليارات دولار في سيناريو مرحلة ما بعد الحرب، ما جعلها مصدر قلق مستقبلي للمالية الأوكرانية.
تقترح الحكومة الأوكرانية استبدال الضمانات بسندات دولية مرتفعة العائد، مع تقديم دفعة نقدية قد تصل إلى 180 مليون دولار في حال إقرار الصفقة سريعًا من قبل الدائنين. وسيحصل الداعمون للاتفاق على سندات الفئة «سي»، بينما سيُمنح المعارضون سندات الفئة «بي» القائمة حاليًا.
ويرى محللو سيتي غروب أن السندات الجديدة ستتمتع بأولوية أعلى مقارنة بسندات الفئتين «إيه» و«بي»، إضافة إلى حماية قوية ضد الانخفاض في حال أي تعثر جديد، مما يمنحها حدًا أدنى مضمونًا للقيمة.
ومع استمرار المفاوضات بين كييف ودائنيها، يُنظر إلى العرض الجديد باعتباره فرصة واقعية لإنهاء جزء مهم من عبء الديون الذي يثقل كاهل الاقتصاد الأوكراني، فيما يترقب المستثمرون الخطوات المقبلة لتحديد مدى نجاح هذا المسار.
