اقتصاد المغربالأخبار

سوق السندات المغربي يواصل الاستقرار مع توقعات بانخفاض العوائد نهاية 2025

مع دخول الربع الأخير من عام 2025، يظهر سوق السندات في المغرب في وضع مستقر، وسط انخفاض متدرج في العوائد وارتفاع معتدل في الحاجيات التمويلية، مع توقعات باستمرار تسطح منحنى العوائد على المدى الطويل، مدعومًا بسياسة نقدية مرنة وبيئة اقتصادية مستقرة.

حافظ بنك المغرب في شتنبر على سعر الفائدة الرئيسي عند 2,25%، مع توقعات بمعدل تضخم سنوي يقارب 1%، فيما يُتوقع أن يستقر التضخم الأساسي حول 2%.

بعد ارتفاع طفيف إلى 0,7% في يوليوز، عاد معدل التضخم السنوي إلى 0,3% في غشت، ما يعكس المسار التنازلي للأسعار ويتيح لبنك المغرب هامشاً لمزيد من التخفيف النقدي، إذ تشير تقديرات “مركز أبحاث التجاري” إلى احتمال خفض سعر الفائدة إلى 2% قبل نهاية السنة، تماشياً مع التوجهات العالمية بعد خفض الفائدة من قبل كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.

يستمر تسطح منحنى العوائد في المغرب منذ بداية 2024، مع تقلص الفروقات بين الآجال القصيرة والطويلة، ما يعكس وضوح الرؤية لدى المستثمرين بشأن المستقبل الاقتصادي في ظل تضخم منخفض وسعر فائدة مستقر.

على صعيد المالية العمومية، بلغ العجز التراكمي حوالي 60 مليار درهم مع نهاية غشت، مع تقدير إجمالي الحاجيات التمويلية بأكثر من 75 مليار درهم.

وقد واصلت الخزينة الاعتماد على السوق المحلي عبر إصدارات قصيرة الأجل وسندات مرجعية لأجل 5 و15 سنة، سجلت نسبًا اسمية في حدود 2,40% للـ5 سنوات و3,05% للـ15 سنة.

كما ساهمت الأسواق الدولية في تخفيف الضغط على السوق المحلي، إذ تم إصدار سندات دولية بقيمة 2 مليار يورو في مارس، وقد حظيت بإقبال كبير من المستثمرين الأجانب، ما يعكس جاذبية التوقيع السيادي المغربي.

يتوقع محللو السوق استمرار انخفاض العوائد على الآجال المتوسطة والطويلة، بدعم من ثبات توقعات التضخم وتوجه بنك المغرب التيسيري.

وتوصي “أبحاث التجاري” بزيادة التعرض للسندات ذات آجال بين 7 و15 سنة نظرًا لجاذبيتها، في حين أكدت “توين كابيتال جستيون” على إمكانية خفض إضافي للفائدة بين 25 و50 نقطة أساس بنهاية 2025، ما يعزز من جاذبية السندات الطويلة مقارنة بالقصيرة.

تُظهر البيانات استمرار تفضيل المستثمرين المؤسسيين لأدوات الدين، حيث سجلت الصناديق السندية تدفقات صافية تتجاوز 31 مليار درهم خلال 2024، واستمرت الوتيرة نفسها في 2025، في ظل بيئة عالمية غير مستقرة، ما يعكس الرغبة في الاستثمار الآمن وتحقيق عوائد مستقرة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى