يتجه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لإنهاء عام 2025 على ارتفاع قوي، معزّزًا تفاؤل المستثمرين بشأن قدرة سوق الأسهم الأمريكي على تحقيق مكاسب إضافية خلال الجلسات الأخيرة من العام. ويأتي هذا الأداء بعد تسجيل المؤشر مستويات قياسية، ما يعكس عامًا ناجحًا آخر للأسواق الأمريكية.
سجّل ستاندرد آند بورز 500 إغلاقًا قياسيًا قبل عطلة عيد الميلاد، ليقترب نحو 1% من بلوغ مستوى 7000 نقطة لأول مرة في تاريخه. كما يقترب المؤشر من تحقيق مكاسبه الشهرية الثامنة على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاعات شهرية منذ عامي 2017 و2018، ما يدل على قوة الزخم الصعودي المستمرة في السوق.
وعلى الرغم من التقلبات التي شهدتها الأسواق في أوائل ديسمبر، خاصة تراجع أسهم التكنولوجيا بسبب مخاوف تتعلق بالاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، نجح ستاندرد آند بورز 500 في تجاوز هذه الضغوط، مدعومًا بتحسن أداء قطاعات الخدمات المالية والرعاية الصحية والنقل.
ويرى محللون أن الزخم لا يزال يميل لصالح الصعود، مع غياب مؤشرات على صدمات خارجية وشيكة. ويشير خبراء السوق إلى أن الاتجاه الصاعد يبقى السيناريو المرجح للمؤشر خلال الفترة الحالية، رغم احتمالية حدوث تقلبات قصيرة الأجل مع انخفاض أحجام التداول في عطلة نهاية العام.
وتكتسب محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب أهمية خاصة، إذ قد تكشف عن مؤشرات إضافية لمسار السياسة النقدية في 2026. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال الاجتماعات الثلاثة الأخيرة، لتستقر بين 3.50% و3.75%، مما دعم شهية المخاطرة وساهم في دفع المؤشر نحو مستويات قياسية.
مع اقتراب نهاية العام، يراقب المستثمرون أيضًا قرارات إعادة موازنة المحافظ الاستثمارية، والتي قد تؤدي إلى تحركات مفاجئة في الأسعار. ومع ذلك، يبقى الأداء السنوي قويًا، إذ ارتفع ستاندرد آند بورز 500 بنحو 18% منذ بداية 2025، في مؤشر واضح على متانة السوق.
وتشير التحركات الأخيرة إلى تحول تدريجي في هيكل الصعود، من هيمنة قطاع التكنولوجيا إلى اتساع المشاركة بين القطاعات الأخرى، وهو نمط يعزز استدامة الاتجاه الصاعد ويجعل المؤشر أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن نمو متوازن خلال عام 2026.
