سام ألتمان: الذاكرة غير المحدودة هي بوابة تفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان

يرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن آي آي» المطوّرة لروبوت المحادثة الشهير «شات جي بي تي»، أن اللحظة الحاسمة في مسار الذكاء الاصطناعي ستأتي عندما تمتلك هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية ومثالية»، معتبراً أن ذلك سيكون العامل الفاصل الذي يمنحها تفوقاً واضحاً على القدرات البشرية.

وفي حديث أدلى به خلال مشاركته في «بيغ تكنولوجي بودكاست»، أوضح ألتمان أن الطموح الأكبر لديه يتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي قادر على تذكّر كل تفاصيل حياة المستخدم، من المحادثات اليومية إلى الوثائق والأعمال والقرارات الصغيرة، مشيراً إلى أن «أوبن آي آي» تستهدف تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال بحلول عام 2026، وفق ما نقلته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وأكد ألتمان أن الإنسان، مهما بلغت قدراته، يظل محدود الذاكرة، بينما لا يواجه الذكاء الاصطناعي هذه القيود. وقال إن حتى أفضل المساعدين الشخصيين في العالم اليوم لا يمكنهم استيعاب كل ما يقوله الفرد أو يكتبه أو يقوم به على مدار حياته، ولا يمكنهم التفاعل مع التفاصيل اليومية بهذا العمق، وهو ما يجعل الذاكرة الشاملة نقطة التحول الكبرى في هذا السباق التكنولوجي.

وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها «أوبن آي آي»، تعمل حالياً على تطوير قدرات الاستدلال والتفكير لدى نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أن الذاكرة ما تزال في مراحلها الأولى، رغم كونها عنصراً محورياً في بناء أنظمة أكثر ذكاءً وفاعلية.

وتأتي هذه التصريحات في ظل احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا، بعدما كشفت تقارير أخيراً أن ألتمان أعلن حالة «الإنذار الأحمر» داخل شركته عقب إطلاق «غوغل» أحدث إصدارات نموذجها «جيميناي».

وكانت «غوغل» قد وصفت نموذج «جيميناي 3»، الذي أُعلن عنه في نوفمبر، بأنه بداية «عصر جديد» للذكاء الاصطناعي، بعد تسجيله نتائج قياسية في عدد من الاختبارات.

ورغم ذلك، قلّل ألتمان من حدة المخاوف المرتبطة بالمنافسة، معتبراً أن التعامل السريع مع أي تهديد محتمل جزء طبيعي من عمل الشركات التقنية. وقال إن نماذج منافسة مثل «جيميناي 3» أو «ديبسيك» لم تُحدث حتى الآن الأثر الذي كان يُخشى منه، لكنها ساعدت في كشف بعض مواطن الضعف في منتجات «أوبن آي آي» واستراتيجياتها، مؤكداً أن الشركة تتحرك لمعالجتها بسرعة.

وتشير بيانات الشركة إلى أن عدد مستخدمي «أوبن آي آي» بلغ حالياً نحو 800 مليون مستخدم حول العالم، ما يمنحها حصة تقدر بـ71 في المئة من سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويعزز موقعها في صدارة هذا القطاع المتسارع النمو.