روسيا تعيد إحياء التجارة بالمقايضة…الحبوب مقابل السيارات لمواجهة العقوبات الغربية

تشهد التجارة الخارجية الروسية تحولات غير مسبوقة مع عودة نظام المقايضة إلى الواجهة للمرة الأولى منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث تلجأ الشركات الروسية إلى مبادلة السلع بدل الدفع النقدي، في محاولة لتجاوز العقوبات الغربية التي تجاوز عددها 25 ألف إجراء منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، بدأت صفقات تجارية تعتمد على التبادل العيني تتوسع بشكل لافت، أبرزها مبادلة القمح الروسي بالسيارات الصينية، والكتان بمواد البناء والأجهزة المنزلية، إضافة إلى صفقات تضمنت تسليم معادن مقابل آلات وخدمات صينية، وحتى اتفاقات مع شركاء مثل باكستان.
هذا التحول يأتي بعد إصدار وزارة الاقتصاد الروسية في 2024 دليلاً من 14 صفحة يشرح آليات المقايضة الخارجية، واقترحت من خلاله إنشاء منصة رسمية لتسهيل هذا النوع من المبادلات، باعتبارها وسيلة لتفادي استخدام التحويلات المالية الدولية في ظل القيود المفروضة على البنوك الروسية، وقطع بعضها عن نظام “سويفت”.
ويرى محللون أن المقايضة أصبحت أداة رئيسية ضمن مسار أوسع نحو تقليص الاعتماد على الدولار، مشيرين إلى أن الفارق بين بيانات البنك المركزي والجمارك الروسية بلغ نحو 7 مليارات دولار في النصف الأول من العام الجاري، وهو ما قد يعكس اتساع حجم هذه الصفقات غير التقليدية.
ورغم أن العودة إلى المقايضة تعيد إلى الذاكرة فوضى التسعينيات حين اعتمدت روسيا بشكل واسع على تبادل السلع بسبب انهيار الروبل ونقص السيولة، إلا أن الوضع الحالي مختلف؛ فالدافع الأساسي اليوم هو تشديد العقوبات الغربية، ما يجعل المقايضة حلاً ظرفياً أكثر من كونه خياراً اقتصادياً طويل الأمد.