دراسة: الإنترنت مصدر رئيسي للأخبار لدى 78% من المغاربة

كشف تقرير “الأخبار الرقمية 2025” الصادر عن معهد رويترز، اليوم الثلاثاء، عن حقيقة مقلقة: ثقة المغاربة في وسائل الإعلام تواجه هشاشة كبيرة.
ففي ظل اعتماد حوالي 78% من السكان على الإنترنت كمصدر رئيسي للأخبار، تبرز منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة كقنوات أساسية لنقل الأخبار، وهو ما يزيد من تعرض الجمهور للمعلومات المضللة والأخبار الزائفة.
أوضح التقرير أن مستوى الثقة العامة في مصادر الأخبار بالمغرب يُعتبر من بين الأدنى عالميًا، إذ لا تتجاوز 28% فقط.
ويعكس هذا الرقم قناعة جزء كبير من المواطنين بأن وسائل الإعلام الإخبارية ليست مستقلة بالكامل، وأنها غالبًا ما تتجنب مناقشة القضايا الحساسة وتميل إلى عكس وجهات نظر الحكومة. هذه المخاوف تؤثر بشكل مباشر على مصداقية الأخبار المتداولة وتُعمق الشكوك لدى الجمهور.
و على الرغم من تفضيل الفئات الحضرية والمتعلمة للأخبار عبر الوسائط الإلكترونية والاجتماعية، يظل التلفزيون والصحافة المطبوعة المصدر الأساسي للأجيال الأكبر سنًا ولمن لا يستخدمون الإنترنت.
هذه الفجوة الرقمية في استهلاك الأخبار تزيد من تعقيد المشهد الإعلامي وتُبرز تحديات الوصول المتكافئ للمعلومات.
أشار التقرير إلى أن “يوتيوب” و”فيسبوك” هما الأكثر استخدامًا كمصادر للأخبار، بنسبة 49% و47% على التوالي. يليهما “إنستغرام” (32%)، و”تيك توك” (24%)، ومجموعات “واتساب” (30%).
كما يشهد تطبيق “تليغرام” تزايدًا ملحوظًا في شعبيته بين المستخدمين. هذا الاعتماد الكبير على منصات التواصل الاجتماعي يُشكل أرضًا خصبة لانتشار المعلومات المضللة، خاصة مع انخفاض الثقة في وسائل الإعلام التقليدية.
يحذر التقرير من أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، مقترنًا بالثقة المنخفضة نسبيًا في وسائل الإعلام التقليدية، يجعل المغاربة عرضة بشكل أكبر لسيل من الأخبار الزائفة والمضللة. وقد كشف استطلاع المعهد أن 54% من المشاركين يشعرون بالقلق حيال قدرتهم على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة عبر الإنترنت.
ويرى 52% منهم أن “المؤثرين” يشكلون التهديد الأكبر في نشر المعلومات المضللة، تليهم السياسيون (30%) ووسائل الإعلام نفسها (28%). هذه النتائج تُسلط الضوء على ضرورة تعزيز الوعي الرقمي ومهارات التفكير النقدي لدى الجمهور لمواجهة هذا التحدي المتزايد.
رصد المعهد تأثير انتشار شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات الفيديو في تشجيع نمو كبير لمنشئي المحتوى، مما يُعيد تشكيل أساليب إنتاج واستهلاك الأخبار، خصوصًا بين الشباب.
ويبرز في المشهد الإعلامي أسماء مثل الصحفي توفيق بوعشرين، الذي عاد بقوة إلى النقاش العام من خلال بودكاست “كلام في السياسة” الذي يدعو إلى إصلاحات إعلامية وسياسية.
هذه الظاهرة تُشير إلى تحول في الديناميكيات الإعلامية، حيث يلعب الأفراد دورًا متزايد الأهمية في تشكيل الرأي العام.
تتوزع وسائل الإعلام المغربية بشكل رئيسي بين الناطقين بالعربية، مع وجود تأثير لبعض المنشورات التجارية الناطقة بالفرنسية.
ويشهد قطاع الصحف المطبوعة تراجعًا مستمرًا في التوزيع والمبيعات، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، حيث تعتمد أغلب الصحف اليوم على دعم حكومي مشروط. هذا الوضع يُثير تساؤلات حول مستقبل الصحافة التقليدية ودورها في المشهد الإعلامي المتغير.