خرق الطائرات المسيّرة الروسية يشعل التوتر بين وارسو وواشنطن

شهدت الساحة الأوروبية نهاية هذا الأسبوع توتراً متزايداً بعدما أعلنت السلطات البولندية العثور على بقايا 17 مسيّرة روسية الصنع سقطت داخل أراضيها الشرقية أثناء هجوم استهدف أوكرانيا.
ورغم عدم تسجيل إصابات أو أضرار جسيمة، إلا أن الحادثة أثارت قلقاً بالغاً لدى حلف شمال الأطلسي ودول الاتحاد الأوروبي.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وصف الواقعة بأنها “تطور خطير ومقلق”، مؤكداً أن التحقيقات ستحدد ما إذا كان الهدف مقصوداً أم لا، محذراً في الوقت ذاته من أن إثبات تعمد انتهاك الأجواء البولندية سيشكل تصعيداً خطيراً في الصراع.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول التخفيف من حدة الموقف، مشيراً إلى أن الانتهاك ربما كان “نتيجة خطأ غير مقصود”، غير أن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك رفض هذه التبريرات بشكل قاطع، وقال في منشور على منصة “إكس”: “كنا نتمنى أن يكون الأمر خطأ، لكنه لم يكن كذلك. نحن نعرف ما حدث”.
من جهتها، رأت العواصم الأوروبية أن الحادث يمثل اختباراً مباشراً لمدى صلابة التزامات الناتو تجاه أعضائه، خاصة أن بولندا تحظى بدعم أمني وعسكري أميركي واسع، تُرجم مؤخراً بزيارة رئيسها إلى البيت الأبيض.
وبينما تواصل روسيا رفض دعوات واشنطن لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، يبقى الخرق الأخير رسالة سياسية مشحونة تزيد من هشاشة المشهد الأوروبي، وتطرح تساؤلات حول مسار الحرب وتداعياتها على أمن دول الجوار.